الأسكندرية وتأصيل اللهجات المصرية المعاصرة

الأسكندرية وتأصيل اللهجات المصرية المعاصرة
كتب / حاتم عبدالهادي السيد
فى المدينة الكوزموبوليتانية في الأسكندرية تتباين اللهجات بشكل ظاهر فبعضهم يستحدث اللهجة السواحلية؛ وآخرون تأثروا بلهجات الطليان ؛ والإيطاليين ؛ وآخرين يتحدثون باللهجة المصرية مع تغايرية بعض الكلمات واختلاف مدلولاتها وملفوظاتها؛ بل ومعانيها المتغايرة أيضاً .
ولنا في النهاية أن نقرر بأن تباين اللغات يرجع إلى تعدد الهويات والأجناس التىاندغمت في الثقافة المحلية المصرية فتأثرت بها ؛ ولم تستطع أن تؤثر فيها إلا على مضض؛ وبإستحياء؛ لنصل إلى نتيجة مفادها : انصهار أغلب اللهجات الموجودة في مصر؛ بل والأجناس باللهجة المصرية على امتداد المحروسة .
لقد تم استخدام هذه اللهجات كسلاح وشيفرة في المعارك المصرية؛ خاصة من قبل المخابرات المصرية في حرب أكتوبر ؛ فقد تم استخدام اللغة النوبية كشيفرة لتوصيل الرسائل للجنود في باب المندب؛ وتم استخدام اللهجة البدوية؛ بل والشعر النبطىالسيناوى كشيفرة في الجنود داخل الأراضى المحتلة في سيناء؛ فكانت اللهجة السيناويةهى شيفرة المعارك في الشرف؛ ولهجة النوبة هى شيفرة التواصل بين الجنود في مضايق تيران وصنافير وحول باب المندب؛ وفى البحر الأحمر؛ كما غدت اللهجة التى يستخدمها أهل سيوةهى الوسيلة للتفاهم لعقد صفقات مع دول الجوار والتى يغلب عليها لهجات البربر هناك .
إن تعدد اللهجات وتباينها هو دليل التنوع والتعدد الثقافى؛ كما يدلل إلى عمق الحضارة المصرية وتعدد لهجاتها؛ بتعدد من سكنوها؛ فلقد وحدت الألسنة التى في الداخل؛ كما وحدت اللغة العربية لسان العرب والمسلمين في كافة الأقطار العربية أيضاً .
حاتم عبدالهادى السيد