المزيدثقافة و فن

 سمية ابو دريهم القاصة السعودية تكتب :ناقة الأحلام”

سمية ابو دريهم القاصة السعودية تكتب :ناقة الأحلام”

 

في عمق صحراء تبوك كانت توجد ناقة في حسنها تغنى بها الشعراء. أسمَوهَا “مَلِيحَة” لفتنتها ولجمالها الملفِت، حيث كانت تخطف إعجاب من ينظر إليها.

 

كانت عندما تمشي تمد رقبتها أثناء المشي ويكون غاربها مرتفعا اييْ (ظهر الناقة يبدو مرتفعْ ومقوس بشكل جميل )،وسنامها إلى الخلف ، كأنها تصعد مرتفعا تزهو بجمالها وتبدو وكأنها تحمل جاذبية خاصة عن بقيةِ أقرانِها. تبدو وكأنها مدللة من طبيعتها.

 

 

في يوم كانت الناقة “مَلِيحَة” تائهة تبحث عن طريق العودة إلى القافلة التي تركتها. وفجأة، وجَدَتْ ماءً نقيًا يتدفق من ينبوع صغير.

 

كان المنظر يشبه الـواحة الخضراء في وسط الصحراء، حيث يتدفق الماء بشكل هادئ وتنمو النباتات الصحراوية وزهور الخُزامى الجميلة حول الينبوع، مما يخلق جوًا من الهدوء والجمال في هذا المكان البديع

شَرِبَتْ من هذا الماء البارد النقي، وبعد ذلك، بدأَتْ تشعر بطاقة خارقة شعرت الناقة “مَلِيحَة” بالحيوية والقوة، ولكن عندما رأت صهيب راعي الإبل واقفًا، يقدم الطعام لبقية المجموعة اقتربت منه وهي تصرخ في مَرح، لقد عدت، أخيرًا وجدتكم يا رفاق!” للحظة وقفت،

لم تدرك أنه بإمكانها التحدث بلغة البشر.

 

بصوت مرتعش، قال صهيب: “هل حقيقي أنتِ تتكلمين؟! أجابت الناقة بصوت هادئ: “نعم، أنا أتكلم!! أظن ذلك بهمس قالتها،

 

ظن صهيب ان شيطانا سكن جوفها، هرع صهيب يستغيث بجده عثمان في الوقت الذي كان جده يتأمل الطبيعة بين أصابعه الممسكة بالمسبحة، سمع صراخ صهيب وهو يستغيث، فأسرع نحوه ليرى ما الذي حدث.

 

صهيب، وبصوت، مرْتَجِف قصّ لجده عثمان ما حدث، ثم توجها معًا ليريا مَلِيحَة. اقترب منها الجد عثمان بخطوات ثابتة، رغم انحناء ظهره مرتكزًا على عَصَاه، ثم عانقته برقبتها في لحظة دافئة ومؤثرة.

 

الناقة: “مرحبًا، بك يا جد عثمان

الجد عثمان : مااذي حدث معكِ ” ياأكليل الصحراء” ؟هكذا كان يلقبها الجد رَدّت : حين كُنتُ تائهة شرَبِتُ من ينبوع جعلني أتحدث

‏الجد عثمان هل لكي أن تأخذيننا إلى ذلك الينبوع السحري

 

الناقة أكليل الصحراء تَقدَمَتْ بثقة نحو الينبوع بصحبة الجدّ وصُهَيب. وسط الطريق، نشأ حوار مميز بين صهيب وجده حول ماحدث لناقتهم

 

بدأ الجد يَسْرِد أسطورة تقول

إن هناك عائلة كانت تمتلك ناقة غير عادية،كانت قادرة على رؤية العدو قبل وصولهم، مما يجعلها حارسة مثالية للعائلة وحامية لهم في الصحراء.

 

الناقة حاولت بجدية تنبيه العائلة عنْ العدو القادم، إلا أن لم يصغي أحد لها، ولكنها استعدت للدفاع عنهم بكل قوتها في حال حدوث أي شيء.

صهيب: وماذا حدث يا جدِّيّ بعد ذلك؟

تنهد الجد عثمان وقال :

لقد ضحت الناقة الحارسة من أجل العائلة.

اصابتها رماح العدو فقتلتها جوار ينبوع تابع لخيمة العائلة

صُهَيب: فعلا كانت تضحية كبيرة من الناقة الحارسة. رحم الله تلك الناقة الوفية التي قدمت حياتها من أجل حماية العائلة.عندما وَصَلاَ قُرب الينبوع قالت الناقة هنا يا جدِّ عثمان

قال أجلْ .. إإنه نفس الينبوع يطلق عليه ينبوع البلاغةّ

من يشرب من ينبوع البلاغة، سيجد كلماته تتزين بجمال البلاغة وعذوبة التعبير. يمكن أن ينعكس ذلك إيجاباً على تواصله وتأثيره على الآخرين.

ثم تختفي هذه القوى في ثلاثة اَيام

لتجنب تكرار ما حدث للعائلة. قد تكون اللغة وسيلة لتحقيق السلام والتفاهم بين الجميع ياوَلدي .

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى