الكاتبة دكتورة لبني يونس تكتب :الفرق بين الرضا بقضاء الله ….. والاستسلام
الكاتبة دكتورة لبني يونس تكتب :الفرق بين الرضا بقضاء الله ….. والاستسلام
الرضا بقَدَر الله وابتلائه يعنى حُسن التعامل مع هذا الابتلاء ،
ولا يعنى ابدا الاستسلام والانقياد للابتلاء ،
فعلى الإنسان إن حدَث له شيء فيه ضررٌ أو اذي أن يدفعه آخِذًا بكُلِّ الاسبابٍ المباحة ،
مُحسِنًا الظن بربه وبرحمته فهو الرحيم ،
وهو فى نفس الوقت مُؤمِنٌ أنه لا شئ يجرى فى مُلكه إلا بمشيئته وحده لا شريك له .
وكما يقول الباحث في الفكر الإسلامي الأستاذ
– مصطفى حمدون أمين ـ
إن الإنسان إن لم يأخذ بالأسباب التى يَدفع بها الضرر كان -حينئذٍ- آخِذًا بأسباب هَلكَته؛ فيُخشَى عليه من الدخول فى مخالفة نَهْى الله -تعالى- فى سورة البقرة: «وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ… (195)؛
وليس معنى ذلك أن نزول البلاء على الإنسان يكون بسبب الذنوب ربما أراد الله لك بها الخير أو رفع درجات أو اختبار صبر ورضاء أو توبة عن ذنب ولا يعني هذا يالاستسلام لها،
الاستسلام للمصائب اعاذنا الله وإياكم هو – بالإضافة إلى أنه قد يؤدى إلى التهلكة-
قد يُدخِل فى النفس حالة من اليأس والقنوط من رحمة الله ،
فيكون ذلك بابًا للدخول فى الضلال والكفر ؛ فقد جاء على لسان أبى الأنبياء إبراهيم علية السلام فى سورة الحجر: «…وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ (56)، وجاء على لسان نبى الله يعقوب فى سورة يوسف: »… «إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ» (87).
وإنَّ أيسر الوسائل التى يُدفَع بها المصائب وأعظَمها هو اللجوء إلي (الدعاء)،
ولكن على المسلم الحذر من الاستسلام أو اليأس بسبب تأخر الإجابة، لأنها مضمونة بأمر الله و بنَصِّ القرآن فى سورة غافر: «وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ» (60).
ولكن مَن يتأمل الآية يجد أنها أشارت إلى أن ترك الدعاء يُعَدّ من الاستكبار عن عبادة الله، وما دام الدعاء عبادة فهو مطلوب لذاته، وليس للعبد أن يختار على ربه ،
بل الرَّبُّ يقضى بما شاء وقتما شاء كيفما شاء، لا يُخلِف وَعدَه ، وهو الحكيم الخبير.
لذلك علينا الرضا بالقضاء لكن لا ينبغي علينا الإستسلام .