أخبارتقارير و تحقيقات

الدبلوماسية المصرية تنتصر: كيف ساهمت مصر في إنهاء الصراع في غزة؟

 

منذ اللحظة الأولى لاشتعال الحرب في غزة، برزت مصر كركيزة أساسية في جهود إعادة الاستقرار إلى القطاع. مسخرة كافة إمكانياتها السياسية والدبلوماسية لتحقيق السلام. وعلى مدار 15 شهرا، قادت مصر مفاوضات معقدة بين الأطراف المتنازعة. لتصل في النهاية إلى اتفاق تاريخي لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في 15 يناير 2025. مما يعكس دورها الإقليمي والدولي كمحور رئيسي لتحقيق الاستقرار.

لم يكن لهذا الاتفاق أن يرى النور دون الجهود الكبيرة التي بذلها الرئيس عبد الفتاح السيسي. بالتعاون مع الأجهزة المعنية في مصر. لقد لعبت القيادة المصرية دورا فاعلا في تحريك المياه الراكدة عبر مسارات تفاوضية متعددة. أبرزها “مؤتمر القاهرة الدولي للسلام” الذي عُقد في 21 أكتوبر 2023 بحضور ممثلي 34 دولة، بعد أسبوعين فقط من اندلاع الحرب.

مسار التفاوض وصولا إلى الاتفاق التاريخي

شهدت الأشهر التي أعقبت اندلاع الحرب في غزة محطات تفاوضية شاقة. جاءت أولى الهدنات في 24 نوفمبر 2023، حيث أُوقف إطلاق النار مؤقتا. وتم تبادل الأسرى وإدخال المساعدات الإنسانية. ورغم خرق هذه الهدنة.كما استمرت مصر في جهودها الدؤوبة لجمع الأطراف على طاولة التفاوض.

في يناير 2024، استضافت باريس اجتماعا دوليا بمشاركة مصر وقطر والولايات المتحدة وإسرائيل. بهدف وضع إطار شامل لصفقة تبادل الأسرى. وعلى الرغم من عدم قبول الأطراف المعنية لمخرجات هذا الاجتماع. فإن مصر لم تفقد الأمل، واستمرت في جهودها التنسيقية، حيث شهد فبراير 2024 جولات تفاوضية غير مباشرة في القاهرة، بمشاركة ممثلين من حماس وإسرائيل.

كما تواصلت الاجتماعات طوال عام 2024 في القاهرة والدوحة، وأسفرت عن تقدم ملموس. توج باتفاق 15 يناير 2025. نص الاتفاق على ثلاث مراحل تبدأ بوقف إطلاق النار، انسحاب القوات الإسرائيلية، تبادل الأسرى، وعودة النازحين، إلى جانب إدخال المساعدات الإنسانية وإعادة تأهيل البنية التحتية المدمرة في غزة.

ترحيب دولي بالدور المصري

لاقى الاتفاق الذي رعته مصر وقطر والولايات المتحدة إشادة واسعة على المستوى الدولي. الرئيس الأمريكي جو بايدن أثنى على الدور المحوري للرئيس السيسي ومصر. مؤكدا أن هذا الاتفاق ما كان ليتم لولا القيادة المصرية التاريخية. الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش. كما أشاد أيضا بالجهود المشتركة للدول الثلاث، فيما عبرت الخارجية السعودية عن تقديرها العميق لهذه الوساطة.

تأثير الاتفاق على مستقبل غزة والمنطقة

يمثل هذا الاتفاق بداية جديدة للمنطقة. حيث يتوقع أن يفتح آفاقا لحل الدولتين وتحقيق الاستقرار المستدام. مصر، التي لطالما دافعت عن حقوق الشعب الفلسطيني. كما تواصل دورها كضامن أساسي لتنفيذ الاتفاق. بالتنسيق مع الأطراف الدولية لضمان استدامة المساعدات الإنسانية والإعمار في القطاع.

وفي ظل هذه النجاحات، يبقى الأمل معقودا على أن يمثل اتفاق 15 يناير 2025 نقطة تحول لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، وفتح صفحة جديدة من السلام والتنمية في المنطقة.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى