أخبارشئون عالمية

هجوم على مخيم جنين:الاحتلال يقوض فرص السلام ويشعل الغضب الفلسطيني

 

شهد مخيم جنين للاجئين في الضفة الغربية المحتلة تصعيدا عسكريا جديدا من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي. مخلفا عشرات الشهداء والجرحى في واحدة من أكثر العمليات دموية خلال الأشهر الأخيرة. العملية، التي أطلقت عليها إسرائيل اسم “الجدار الحديدي”، جاءت بدعوى “القضاء على الإرهاب”. لكنها خلفت أثرا مأساويا على المدنيين، وسط إدانات دولية متصاعدة.

بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، استشهد ما لا يقل عن 10 فلسطينيين، فيما أصيب أكثر من 35 آخرين جراء الهجوم الذي بدأ مع ساعات الفجر الأولى واستمر حتى وقت متأخر من الليل، مع توقعات باستمرار العملية لعدة أيام. وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” أن قوات الاحتلال استخدمت مروحيات أباتشي ووحدات عسكرية ضخمة في اقتحام المخيم، ما أدى إلى اشتباكات عنيفة وحصار خانق منع الطواقم الطبية من الوصول إلى الجرحى.

الهلال الأحمر الفلسطيني أكد أن قوات الاحتلال أطلقت الذخيرة الحية بشكل عشوائي. مما أدى إلى إصابة مدنيين، بينهم حالات حرجة. وأشار بيان المنظمة إلى أن قوات الاحتلال أعاقت وصول سيارات الإسعاف إلى المناطق المستهدفة. ما زاد من معاناة السكان وأدى إلى تفاقم الوضع الإنساني داخل المخيم.

رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وصف العملية بأنها خطوة ضرورية “للحفاظ على أمن إسرائيل”، لكن التصريحات الإسرائيلية قوبلت بإدانة واسعة النطاق. الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش دعا قوات الاحتلال إلى “أقصى درجات ضبط النفس”. معربا عن قلقه العميق إزاء تصاعد العنف في الأراضي الفلسطينية المحتلة. كما أدانت منظمة بتسيلم الإسرائيلية غير الحكومية الهجوم، معتبرة أن إسرائيل تستغل وقف إطلاق النار في غزة لتصعيد انتهاكاتها في الضفة الغربية.

الاحتلال يغزو جنين

من جانبه، صرح محافظ جنين كمال أبو الرب بأن “العملية الإسرائيلية تشكل غزوا صريحا لمخيم اللاجئين”. مضيفا أن المدنيين وقوات الأمن الفلسطينية كانوا أهدافا مباشرة لإطلاق النار. ووصف المشهد بأنه “فوضوي وغير مسبوق”. حيث امتلأت السماء بمروحيات الاحتلال بينما حاصرت المركبات العسكرية الإسرائيلية أزقة المخيم.

المحلل السياسي مروان بشارة أكد أن هذه الهجمات تأتي في سياق محاولة الحكومة الإسرائيلية التهرب من أزماتها الداخلية، خاصة بعد استقالة قادة عسكريين بارزين إثر فشلهم في مواجهة هجوم حركة حماس في أكتوبر 2023. وقال بشارة: “الهجوم على جنين ليس سوى أداة لصرف الانتباه عن إخفاقات حكومة نتنياهو. لكنه يظهر بوضوح الانتهاكات المستمرة التي يدفع ثمنها الشعب الفلسطيني”.

تشهد جنين منذ أشهر تصعيدا غير مسبوق من قبل قوات الاحتلال. حيث ازدادت وتيرة المداهمات والهجمات التي تستهدف المدنيين. ومع استمرار التصعيد، يظل مصير سكان المخيم معلقا وسط النداءات الدولية والمطالبات بوقف فوري للعدوان الإسرائيلي، الذي يزيد من تعقيد الأوضاع في واحدة من أكثر المناطق توترا في الشرق الأوسط.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى