شراقي: 100 ألف طن من المتفجرات دمرت غزة وركامها يكفي لإنشاء مدينة جديدة في البحر

مع تواصل العدوان الغاشم على قطاع غزة، تتزايد الحاجة الملحة لإعادة الإعمار على نطاق أوسع من ذي قبل، بما يتيح تحسين الظروف المعيشية لسكان القطاع الذي تبلغ مساحته 365 كم² ويؤوي قرابة مليوني فلسطيني. فقد تعرضت غزة لدمار غير مسبوق نتيجة الاستخدام المكثف للأسلحة، حيث قدرت كمية المتفجرات المستخدمة خلال 467 يوما بحوالي 100 ألف طن، أي ما يعادل ضعف قنبلة هيروشيما، مما أدى إلى دمار واسع النطاق وأزمة إنسانية هائلة.
وبحسب ما ذكره الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، فإن هذا الدمار الهائل نجم عنه استشهاد واختفاء أكثر من 60 ألف مواطن، وإصابة ما يزيد عن 120 ألف آخرين، فضلاً عن تبوير مساحات واسعة من الأراضي الزراعية وفق صور الأقمار الصناعية. كما أدى القصف المستمر إلى تدمير أكثر من 170 ألف مبنى، مخلفًا كميات هائلة من الركام تتراوح بين 35 و50 مليون متر مكعب، ما يمثل تحديًا كبيرًا أمام جهود إعادة الإعمار.
غير أن هذا التحدي قد يحمل في طياته فرصة لإحداث توسع عمراني غير مسبوق، حيث يمكن الاستفادة من الركام بعد معالجته في عمليات البناء، وإن كان ذلك يتطلب تكاليف مرتفعة. لكن الحل الأمثل، وفقًا لشراقي، قد يكون في استغلال هذه الكميات لردم أجزاء من البحر المتوسط على طول الشريط الساحلي بطريقة هندسية مدروسة، تشابه مشاريع التوسع العمراني في دول عدة مثل سنغافورة واليابان، بل وحتى مصر التي نجحت في بناء مدينة أبو قير الجديدة داخل البحر عبر تقنيات الردم.
مقترح ردم البحرلتوفير مساحة إضافية
ويقدر الخبراء أن ردم البحر بامتداد 200 إلى 300 متر بطول الساحل الغزي يمكن أن يوفر مساحة إضافية تصل إلى 10 كم²، تكفي لإنشاء أكثر من 200 ألف وحدة سكنية تستوعب ما يقارب مليون نسمة. كما أن استخدام هذه المساحة في تطوير مشاريع استثمارية وسياحية وتجارية قد يسهم في تعزيز الاقتصاد الفلسطيني وخلق فرص عمل جديدة.
يعزز هذه الرؤية توافر مواد البناء الأساسية في غزة، مثل الطفلة والرمال والحصى، إلى جانب الحجر الجيري الموجود في بعض المناطق، فضلاً عن إمكانية استيراد المواد اللازمة من سيناء المصرية. ومع وجود مصانع الأسمنت في المنطقة، يمكن تسريع عمليات إعادة الإعمار بشكل مدروس يحقق الاستدامة الاقتصادية والعمرانية.
إن تحويل الدمار إلى فرصة للنمو والتوسع ليس بالأمر المستحيل، بل هو نهج أثبت نجاحه في عدة دول، ويمكن أن يكون السبيل نحو إعادة بناء غزة بحجم ومساحة أكبر من ذي قبل، لتتحول المحنة إلى نقطة انطلاق نحو مستقبل أكثر إشراقًا لسكان القطاع.
،