أخبار

ما السر وراء دفن الأمير كريم أغاخان في بأسوان؟

أثار قرار دفن الأمير كريم الحسيني، الإمام التاسع والأربعين للطائفة الإسماعيلية، في مدينة أسوان، جدلا واسعا حول أسباب هذا الاختيار. فعلى مدار أكثر من ستة عقود، ظل الأمير الراحل زعيما روحيا لأكثر من 15 مليون شخص حول العالم. وشخصية بارزة في مجالات العمل الخيري والتنمية المستدامة. غير أن جذور العلاقة بين عائلته ومدينة أسوان تعود إلى زمن بعيد، حين وجد جده، الأغاخان الثالث. في رمالها الدافئة علاجا لمرض الروماتيزم الذي كان يعاني منه. وبعد تحسن حالته الصحية، قرر أن تكون أسوان مستقره الأخير. فبنى هناك ضريحا أصبح معلما بارزا، ودفن فيه بعد وفاته عام 1957، وسط جنازة شعبية كبيرة. وفي مطلع الألفية الجديدة. شهد الضريح نفسه مراسم دفن زوجته البيجوم أم حبيبة، التي عرفت بعشقها العميق لأسوان.

ولد الأمير كريم الحسيني، المعروف بـ”الأغاخان الرابع”، في 13 ديسمبر 1936 بمدينة جنيف السويسرية، وهو الابن الأكبر للأمير علي خان من زوجته جوان يارد بولر. ورغم أصوله المتعددة، فقد حمل الحسيني الجنسية البريطانية والبرتغالية، كما حصل على الجنسية الفخرية الكندية عام 2010. امتد تأثيره إلى مجالات العمل الخيري والتنموي.  حيث قاد شبكة الأغاخان للتنمية التي لعبت دورا محوريا في بناء المدارس والمستشفيات. وتوفير الكهرباء للمجتمعات الفقيرة في إفريقيا وآسيا. كما ساهمت مؤسساته في تطوير معالم تراثية. أبرزها القاهرة التاريخية وحديقة الأزهر، بالإضافة إلى تمويل مشاريع ترميم مساجد أثرية، مثل مسجد الأمير “آق سنقر”، المعروف بـ”الجامع الأزرق”.

وفي إطار الترتيبات الرسمية، أصدر الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، قرارا بالتصريح بدفن جثمان الأمير كريم أغاخان في ضريح الأغاخان بأسوان. كما وجه وزير الطيران المدني، سامح الحفني. بتقديم جميع التسهيلات لاستقبال الجثمان والوفود المرافقة، حيث تم التنسيق مع الجهات المعنية لضمان تنظيم إجراءات الوصول والمغادرة في مطار أسوان الدولي، خاصة مع وصول الطائرات الخاصة التي أقلّت المشاركين في مراسم التشييع من لشبونة.

بهذا الحدث، تكتمل حلقة ارتباط عائلة الأغاخان بمدينة أسوان. حيث يستقر الأمير كريم إلى جوار جده وجدته، في ضريح يروي قصة علاقة تاريخية وإنسانية امتدت لعقود بين الأسرة والمدينة المصرية العريقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى