تل أبيب وواشنطن تبحثان إرسال وفد إسرائيلي إلى قطر خلال 48 ساعة

في ظل تصاعد التوترات داخل المشهد السياسي الإسرائيلي، كشفت وسائل إعلام عبرية عن خلافات حادة بين المستشارة القضائية للحكومة الإسرائيلية، غالي بهاراف ميارا، ووزير الخارجية جدعون ساعر. وذلك على خلفية الخطة الأمريكية التي طرحها الرئيس دونالد ترامب، والتي تتعلق بتهجير سكان قطاع غزة.
بحسب ما أوردته القناة 13 الإسرائيلية. أصرت المستشارة القضائية على ضرورة إعداد رأي قانوني شامل قبل اتخاذ أي خطوات لتنفيذ الخطة، مطالبة بإجراء مناقشات منظمة بين الأطراف الحكومية لضمان توافقها مع القانون الدولي. في المقابل. شن وزير الخارجية هجوماً لاذعا على ميارا، متهماً إياها بفرض قيود غير ضرورية تعطل اتخاذ قرارات حاسمة وسريعة.
وفي سياق متصل، أفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن تل أبيب وواشنطن تعتزمان اتخاذ قرار مشترك خلال الساعات الـ48 المقبلة بشأن إرسال وفد إسرائيلي إلى قطر. في خطوة تشير إلى تطورات متسارعة في المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس. وبحسب المصادر. شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على ضرورة التكتم التام حول أي تفاصيل تتعلق بهذه المحادثات، معتبراً أن التسريبات قد تؤثر سلباً على جهود استعادة الرهائن المحتجزين لدى حماس.
على الصعيد الأمني، أكدت التقارير أن نتنياهو يصر على نزع سلاح قطاع غزة كجزء من المرحلة الثانية للمفاوضات، رافضا بشكل قاطع أي مقترح لنقل السيطرة من حماس إلى السلطة الفلسطينية. كما أشارت مصادر أمنية إلى أن تل أبيب تستعد لاحتمال استئناف العمليات العسكرية. في ظل الشكوك التي تحيط بفرص نجاح المسار التفاوضي.
وفي سياق التطورات السياسية، أعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن نتنياهو أبلغ المجلس الوزاري المصغر بقراره بدء المحادثات الخاصة بالمرحلة الثانية من وقف إطلاق النار. وذلك فور وصول المبعوث الأمريكي الخاص، ستيف ويتكوف، إلى إسرائيل. ووفقاً لمصادر حكومية. فقد تمت الموافقة على إدخال كمية محدودة من البيوت المتنقلة والمعدات الثقيلة إلى غزة، في خطوة قد تعكس تحركات إسرائيلية جديدة بشأن إعادة الإعمار.
مخزون الأسلحة
وعلى الجانب العسكري، نقلت تقارير إسرائيلية عن مسؤول رفيع المستوى أن تل أبيب نجحت في تجديد مخزونها من الأسلحة بفضل الدعم العسكري الكبير الذي قدمه ترامب خلال فترة رئاسته. كما أكد المسؤول استعداد الجيش الإسرائيلي لاستئناف القتال في غزة إذا اقتضت الضرورة ذلك. موضحا أن وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، والمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، سيتوليان إدارة مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق مع حماس.
ومع استمرار الغموض الذي يلف المشهد السياسي والعسكري. يبقى التساؤل قائما حول مدى قدرة إسرائيل على تحقيق أهدافها في غزة، وسط تحديات داخلية وخارجية قد تعيد خلط الأوراق في أي لحظة.