المزيد

مِصر التي فِي خَاطِري.. بقلم الكاتب الصحفى احمد القاضى

مِصر التي فِي خَاطِري.

 

“مِصر التى فى خاطري وفى فمي، أُحبها من كُل رُوحي ودمي، ياليت كُل مؤمنٍ بعزها يُحبها حُبي لها

من منكم يحبها مِثلي أنا”

ليست مُجرد كلمات للشاعر الحالم أحمد رامي وبها تغّنت سيدة الغناء العربي ولكنها إحساس مُتأصل في وجدان كُل مِصري تربى وترعرع على أرضها وشرب وإرتوى من شُريان نيلها فيخلد حُبها في أواصره مجرى الدم في العروق، ورغم كل ما تتعرض له كنانة الله في الأرض من ضغوطات وأزمات فستبقى مصر خالدة إلى أن يرثُ الله أرضها ومن عليها وستبقى مصر دائما وأبداً منارةً للحضارات ومنبراً للعلم رغم كيد الكائدين وحِقد الحاقدين.

مما لاشك فيه أن الأزمة الإقتصادية العالمية تُلقى بظلالها على الإقتصاديات الناشئة لاسيما مع إزدياد حِدة موجة التضخم العالمية وما ترتب عليها من إرتفاع السلع الغذائية وتوقف غالب سلاسل الإمدادات بل وإنهيار بعضها وغيرها من الأزمات المتلاحقة.. فما من حرب نشبت إلا وكانت لها تداعيات إقتصادية تقسو على حياة الشعوب ربما لعقود من الزمن ومن قبلها أزمة صحية تمثلت في تفشي وباء لم نسمع به من قبل.

ولأننا خُلقنا على أرض مصر مؤمنين موحدين منذ آلاف السنين وقبل نزول الأديان فإننا نُوقن ونؤمن أن الله حامي هذه البلدة الطيب أهلها فهي الدولة الوحيد التي تم ذِكرها في القرآن في أكثر من مَوضع.

فقَالَ تعالى “ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ” ومن ثم فهي بلداً للأمن والأمان وعلى أرضها جُمعت كُل الأديان.

وكذلك في قوله سبحانه “اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ” فلكل سائل إجابة لمسألته على أرض الكنانة وعلى ارض مصر العظيمة لن تضيع الأمانة.

وأيضا قال الله عز وجل في موضع آخر “وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا” وفي هذه الآية تؤكد أن مصر بيتاً ومأوى لكل شريد وأخ حميم وهي قلعة وحصن يبطش بيد من حديد لكل غازٍ أو معتد أثيم.

كما انها البلد التي أوصى بها رسول الله صل الله عليه وسلم ” إذا فتح الله عليكم مصر فاستوصوا بأهلها خيراً فإن لهم ذمة ورحماً” كما أن جيشها هو المكون الأوحد لخير أجناد الأرض.

مصر أم الدنيا ليس لقباً يطلق على مصر هباءاً، ولكنه يعبر عن حقيقة وجود هذا البلد العظيم في هذا العالم. كما إن مصر أرض الحضارات ومهد العلوم والفنون وعلى أرضها صرح الإسلام الأعظم الأزهر الشريف، منارة العلم الإسلامي لكل بقاع الدنيا. مصر الأبية التي وقفت صداً منيعاً ضد أعداء الدين، كما وقفت كالصخرة الصلبة التي تحطمت عليها غرور وكبرياء الدول الإستعمارية تباعاً.

مصر المعطاءة دوماً وعلى مر العصور، مصر وإن مرت بها الظروف وأحيكت بها المؤامرات وصفدت في وجهها الأبواب لن تنال من شعبها وجيشها وقيادتها قيدُ أُنملة.

ستظل مصر معطاءة على الدوام، وستبقى ما قام به الإنسان المصري مدعاةً للزهو والإفتخار، كلامي هنا موجه للكسالى وأعداء والنجاح، ودعاة اليأس والإحباط، بل موجه بالأحرى للإنهزاميين الباحثين عن النصف الفارغ من الكوب الذي وإن فقدناه أو تركناه أو كسرناه فلن نجد كوباً يحتوينا، هم ينظرون للحياة من خلال منظورهم الأسود ويتجاهلون ما يقدمه الإنسان المصري من إنجازات وبطولات على كل الجبهات ستبقى شاهدة على عظمة “المصري”

إن مصر ليست مجرد وطن بحدود… ولكنها تاريخ الإنسانية كٌله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى