الجمعية الفلكية تكشف عن ظاهرة نجمية مدهشة في سماء الوطن العربي
ظاهرة فلكية مميزة في سماء الوطن العربي: عنقود نجمي قرب نجم الشعرى

في حدث فلكي مدهش، شهدت سماء الوطن العربي مساء يوم الاثنين 11 مارس 2025، الموافق للعاشر من شهر رمضان الكريم، ظاهرة نجمية لفتت الأنظار، حيث ظهر عنقود نجمي خافت بالقرب من نجم الشعرى. الذي يعد الأكثر لمعانا في قبة السماء. وأكدت الجمعية الفلكية بجدة عبر منشور على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” أن نجم الشعرى يمكن رؤيته بسهولة بالعين المجردة، ويمكن تحديد موقعه باستخدام “حزام الجبار”، الذي يتألف من ثلاثة نجوم مستقيمة تشير دائمًا إلى نجم الشعرى، حيث يظهر العنقود النجمي بالقرب منه.
هذا العنقود النجمي، الذي يسمى “ميسييه 41″، يقع جنوب نجم الشعرى. وقد يظن البعض أنه أحد المذنبات بسبب لمعانه الشديد، خاصة عند مشاهدته من خلال تليسكوب صغير. وقد أوضحت الجمعية أن هذا الخلط ليس أمرا جديدا. حيث يعود تاريخه إلى أواخر القرن السابع عشر، حينما أدرج الفلكي الفرنسي “تشارلز ميسييه” هذا الجسم ضمن قائمته رقم 41 لتمييزه عن المذنبات، حيث كان ميسييه معروفًا باهتمامه في البحث عن المذنبات.
ويقال إن الفلكي الإيطالي “جيوفاني باتيستا هوديرنا” هو أول من اكتشف “ميسييه 41” قبل العام 1654. رغم أن البعض يعتقد أنه كان معروفا للراصدين منذ العصور القديمة من خلال رؤيتهم البصرية الدقيقة. وفيما يتعلق بحجم هذا العنقود، فهو يمتد في الفضاء ليغطي حوالي 25 سنة ضوئية. ويحتوي على ما يقارب المئة من النجوم، بما في ذلك العديد من العمالقة الحمراء.
وتشير الجمعية الفلكية إلى أن عمر هذا العنقود النجمي يتراوح بين 190 و240 مليون سنة. وهو ما يجعله أصغر بكثير من الشمس التي تقدر عمرها بحوالي أربعة ونصف مليار سنة. ومع ذلك، فإن هذا العنقود النجمي يعتبر من أبرز الجواهر السماوية التي يمكن مشاهدتها باستخدام المناظير أو التليسكوبات الصغيرة في الوقت الحاضر.
إن هذه الظاهرة الفلكية تعد فرصة مثالية لعشاق الفلك والمهتمين بمراقبة السماء للاستمتاع بمشاهدات نادرة للكون، حيث يقدم عنقود ميسييه 41 تجربة بصرية ساحرة تضاف إلى رصيد الظواهر السماوية المدهشة في المنطقة.