مقالات

محمود الشوربجي الباحث المتخصص في التراث السيناوي يكتب: صباح الإنفراجات.. العريش

محمود الشوربجي الباحث المتخصص في التراث السيناوي يكتب: صباح الإنفراجات.. العريش

كانت التحية صباح اليوم الأحد 25 ديسمبر 2022 على غير العادة، فقد اعتدنا أن نتبادل التحية بعبارة «صباح الخير» «صباح الفل».. إلخ، لكن اليوم كانت التحية مختلفة تمامًا على غير العادة، وتبادل الناس داخل مدينة العريش الصباحات بـكلمة «صباح الانفراجات».. ولما لا فقد طال انتظارهم لهذه الانفراجة التي دامت لسنوات.

اليوم.. هو يوم تاريخي بالنسبة لكافة الأهالي الذين عانوا الكثير، بسبب الحرب على الإرهاب الأسود الذي استمر طيلة 8 سنوات، اتخذت الدولة خلالها إجراءات صارمة، بغرض القضاء على الإرهاب الأسود وتحملها الأهالي من أجل الوطن والموطن.
وبدا على وجوه الأهالي اليوم، فرحة كبيرة لا يمكن وصفها، فهناك أماكن كثيرة يمتلكها أصحابها لم يستطيعوا زيارتها منذ ما يقرب من ثمانية أعوام، لكنهم استطاعوا اليوم.

ولفت نظري ذلك الرجل الذي تفقد منزله بعد سنوات غياب طويلة وهو يبحث في رفات منزله الذي أصبح شبيهًا ببيت الأشباح، ولعله يتذكر «كانت هنا ذكريات سنوات عمر»، لن يختلف الأمر عن تلك الأماكن التي عادوا إليها أصحابها في قرى الشيخ زويد ورفح مطلع العام الجاري، بعد السماح لهم بالعودة بعد تطهيرها من جماعات الظلام، بعد هجرة وشتات في مناطق متفرقة إما في سيناء أو بالمحافظات الأخرى.

إن فتح الطرق والممرات المغلقة منذ سنوات طويلة أمطر سيناء بالفرحة والأمل في المستقبل، ولطالما كان الناس يتبادلون خلال حديثهم متأملين أن الفرج قادم، وقد قابله كثير من الناس بسخرية حول هذه الكلمات، بل وقد أطلقوا عليها مسميات عديدة، لكن “العم فرج” كان هو أشهرهم..!

إن من أجمل الأحداث اليوم هي ظهور بدء التطوير ورفع الكفاءة وفتح الشوارع أمام الناس إلى العلن في موقف عين بين، أخذل كافة النشطاء الكاذبون، الذين ضللوا الناس على مواقع التواصل من خلال صفحات وهمية، ولم تسلم البلاد من أكاذيبهم الناس بمخططات وهمية وأن الوضع سيبقى هكذا ….إلخ. لكن اليوم حدث العكس!

إن إلغاء التنسيقات وفتح الشوارع وفتح محطات البنزين.. إلخ ما هو إلا صفعة قوية في وجه من كان يسعى لنشر أكاذيب واهية لا تمت للواقع بصلة.. وكفانا فرحة الناس اليوم، والذين عانوا الكثير وأثبتوا حبهم للوطن ووطنيتهم التي لا تضاهى..

إنما الإنفراجات التي شاهدناها اليوم هي بجهود رجال القوات المسلحة والشرطة واتحاد القبائل والشرفاء، ولولاهم ما عاد الناس، وأيضًا إرادة القيادة السياسية في التخفيف على الأهالي ورفع المعاناة عن كاهلهم.

وتحيا مصر دائمًا بجيشها وشرطتها وشعبها القوي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى