
في إطار متابعة تطورات انضمام مصر إلى مجموعة البريكس، أصدر الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، اليوم الأربعاء، دراسة تحليلية شاملة بعنوان “مصر ودول البريكس خلال الفترة من 2013 إلى 2024”. وتقدم الدراسة قراءة معمقة لأهم المؤشرات السكانية والاقتصادية والاجتماعية التي ترسم ملامح موقع مصر داخل هذا التكتل الدولي الذي يضم دولاً كبرى على الساحة العالمية.
وتُظهر البيانات أن الصين ما تزال تتربع على قمة دول البريكس من حيث عدد السكان، حيث ارتفع عدد سكانها من 1.37 مليار نسمة عام 2014 إلى نحو 1.41 مليار نسمة في 2023. في المقابل، جاءت مصر في المرتبة السادسة، مع زيادة سكانية ملحوظة من 88.3 مليون نسمة إلى 105.2 مليون خلال نفس الفترة، ما يعكس تسارع النمو الديمغرافي الذي يمثل تحديًا وفرصة في آن واحد.
فيما يتعلق بسوق العمل، احتلت دولة الإمارات العربية المتحدة المرتبة الأولى من حيث نسبة القوى العاملة، بينما جاءت مصر سابعًا، وحلت إيران في المركز الأخير لعام 2023. ومع ذلك، فقد سجلت مصر تقدمًا لافتًا في خفض معدل البطالة، الذي تراجع من 13% إلى 7% بين عامي 2014 و2023، وهو ما يعكس تحسنًا نسبيًا في الأداء الاقتصادي وفرص العمل، رغم التحديات الهيكلية. ويلاحظ أن روسيا أيضًا حققت انخفاضًا كبيرًا في البطالة، فيما ارتفعت النسبة في كل من البرازيل وجنوب أفريقيا، حيث سجلت الأخيرة أعلى معدل بطالة في دول البريكس بنسبة 32.1%، مقارنة بمعدل 2.2% فقط في الإمارات، وهو الأدنى بين الدول.
وعلى صعيد الناتج المحلي الإجمالي، استمرت الصين في ريادتها للتجمع، بعدما ارتفع ناتجها من 10.477 تريليون دولار إلى 17.889 تريليون دولار، بنسبة زيادة ضخمة بلغت 70.7%. أما مصر، فجاءت في المرتبة السادسة، بعد ارتفاع الناتج المحلي من 306 مليارات دولار إلى 393 مليار دولار، بنسبة نمو بلغت 28.4%، وهي نسبة أقل من المتوسط العام لمجموعة البريكس، لكنها تعكس تحسنًا نسبيًا في الاقتصاد المصري رغم الأزمات العالمية.
أما على مستوى التجارة، فقد سجلت حركة التبادل التجاري بين مصر ودول البريكس نموًا واضحًا، خصوصًا منذ إعلان انضمام مصر رسميًا للتجمع. فقد ارتفعت صادرات مصر إلى دول البريكس من 688 مليون دولار إلى 905 ملايين دولار خلال عام 2024، بنسبة زيادة بلغت 31.5%. وفي المقابل، ارتفعت الواردات من دول البريكس إلى مصر من 2.41 مليار دولار إلى 3.376 مليار دولار خلال نفس الفترة، بزيادة قدرها 40.1%.
كما أوضحت الدراسة أن إجمالي واردات مصر من دول البريكس قفز من 17.9 مليار دولار إلى 32.8 مليار دولار بين عامي 2013/2014 و2023/2024، بنسبة زيادة هائلة وصلت إلى 82.6%، بينما ارتفعت الصادرات المصرية إلى هذه الدول من 6.3 مليار دولار إلى 8.7 مليار دولار، بنسبة نمو بلغت 38.5%.
وتصدّرت الصين قائمة الدول التي زادت صادراتها إلى مصر، حيث تضاعفت قيمة الواردات المصرية من الصين من 6.8 مليار دولار إلى 13.3 مليار دولار، بنسبة نمو بلغت 96.4%. أما السعودية، فقد احتلت المركز الأول من حيث الصادرات المصرية إليها داخل تكتل البريكس، إذ ارتفعت من 1.9 مليار دولار إلى 2.9 مليار دولار، بنسبة زيادة قدرها 51.5%.
وفيما يخص هيكل السلع المتبادلة، تنوعت الصادرات المصرية لدول البريكس بين المنتجات الكيماوية والأسمدة، والوقود والزيوت المعدنية، فضلًا عن الفواكه والخضروات والنباتات الطبية والمحاصيل الزيتية. أما أبرز الواردات إلى مصر، فشملت الحبوب، والوقود، واللدائن، والآلات والأجهزة الكهربائية، والسيارات ومستلزماتها، بالإضافة إلى البن والشاي والتوابل.
وقد أشارت الدراسة إلى أن استثمارات دول البريكس في السوق المصرية بلغت 4.4 مليار دولار خلال العام المالي 2022/2023، وجاءت السعودية في صدارة الدول المساهمة في تلك الاستثمارات، ما يعكس عمق الشراكة الاقتصادية وتنوع مصالح دول البريكس داخل السوق المصري.