
كتب / حاتم عبدالهادي السيد:
جبهات داخلية هو الديوان السادس للشاعر السيناوي الجميل أحمد سواركة؛ زلقد أصدره الشاعر على نفقته ؛ وهو ديوان يغوص في سرد تفاصيل الذات الداخلية للشاعر والتي تنفتح علي المجتمع والكون والعالم .
ويعد الشاعر الدكتور أحمد سواركة أحد كتاب قصيدة النثر العربية؛ وهو من أهم الأصوات الشعرية في الحركة الشعرية المصرية المعاصرة؛ ولقد سبق أن حصل علي جائزة عبدالوهاب البياتي وهي من أكبر الجوائز العربية .
قدم الشاعر السيناوي أحمد سواركة العديد من الدواوين الشعرية منها ديوان هواء سؤي والذي فاز بجائزة أفضل ديوان مصري غي مسابقة الهيئة العامة لقصور الثقافة كما قدم ديوان قاطع طريق ؛ وروايتين شعريتين كذلك.
ولنا ان نتخير قصيدة له من الديوان الجديد؛ يقول د. أجمد سواركة :
الطريقُ يَصعد ويصعد
والغروب مَائل ، وتَصدح منه أغنية كئيبة .
أمامي ، في سحابة السماء ، امرأتان في جانب فقير
وخرائط للسطو على حضارة وجدها السيَّاح بالصدفة في كيس العظام
المطارق التي أكلت الحديد في اليد الهالكة
يَشتَعل في لَحمها اللهب الأزرق وهو يُسوِّي السكاكين وآلات الذبح
وعَرقٌ يَسطو عَلى مُقدرات الميك أب الردئ
يَحدث ذلك مع حضور الجلسة الأولى للحب
ويكون هذا مشقوقًا نصفين
نصف في بلادٍ باردة ومطر
ونصف في سماء تتلوى بين أصابع الجائعين
ومن ضمن مقاطعه الجميلة يقول :
أنا في ليل يَتعَافى
أسحب جَدول الخُرافات والفَراغ من جُمجة رَجل يَدور حَول جَريمة
وهذا يَمنع الأمطار من رؤية الشَوارع
هذا يُناصِف السُكان المنبوذين حَياتَهم
فَزهور النَرجس التي ظَهرت في الآونة الأخيرة لمْ أعثر عليها وأنا أُجدِّدُ الحَفلَات .
جاء قَضيب حديدي وقَسَّم الخيال إلى قُبور
وأجهزة حُب مَركونة في نفس المكان
أستطيع رغم ذلك ابتكار آلة عملاقة تُفرز السنين والنساء والأغاني
لكنني لا أفهم كيف يُرتبون الأزهار بالطريقة التي تعجبني
لا أفهم لماذا أدور حول الجانب الشرقي دائما من المكان ، ولا أشارك في بناء الأشياء التي فقدوها
حِبالٌ في أعناق كثيرة يَتَدّلى منها نَفس الشَخص
وأنا مُنهمك أردّد نَفس الأغنية الكئيبة
وأكرّر نَفس المساء .
ومن المعلوم أن الشاعر يتخير السرد الشعري السوريالي؛ إلا أنه يمزج الحياتي بالكوني ويقدم للعالم القصيدة المصرية الجديدة؛ أو القصيدة الكونية المابعد حداثية كذلك .
***
خَدشوا الحائط بهراوة الرجل الذي أحبوه عشرات السنين
ثم ناموا في ماتور الموت بنفس الطريقة
مثل الطعام الذَائب في الفَم الغَريق
هذا من نفس الطريقة التي تَشُقُ بها الطُرقات الخَيال
بِنَفس النَفرة المَردومة مع حيوان الكَلس والمستنقعات
كما قال الحكيم أثناء سقوط لِسانه
أو مُكوث ظَهره في ظَهر البَاب عَام أو يَزيد
بحث تظهر أسنانه على شكل مُربعات
وهو يَقضم مُتنوعات الأرامل وشَاهرات الملابس والراقصات المتوازنات في الداخل
وهَذا لا يُضيفُ شيئًا للطريق الجديدة
تلك التي أُحاوّلُ حَجبها من أمامي بأكياس الموتى
وشعارات الملل الذي تدفق على ظهر المدينة في أوائل الحقبة التي يتشاحن عليها السُكّان
هذه هَفوُة لِسان
أو أنها طريقة في قتل شئ
لأنّ الطريق مازال يَصعد ويصعد
لكن
لا أشجار أعلقها في هذه السحابات
لاتوجد بيوت نائمة
كل ماذكره العميان عن حَياة الخيُول لمْ يظهر أمامي
لمْ تندفع إلى قلبي الحانات التي ذَكروها في الوثيقة أيضًا
قرأتُ عن الماضي ثلاثة كُتب مقصوصة بنفس الطريقة
وشعرت بالبرد والحاجة لشُرب مُحيط
فعادت الأغنية الكئيبة تُدندن لحنَها ببطء
أسوقُ السيّارة بطريقة ثنائية
بحيث لا تَهجم على مُخيلتي أسنان مكسورة
يطُل منها لِسان عبد الله سلمان وهو يَلحس الجوافة
أنا أتجنب ذلك بقدر المستطاع
لكن ، وفي غمرة الموسيقى العالية
مع تدفق الجيتار والكونترباص
نبحت كلاب في مُكبرات مُكررّة
وأخذتُ الذَبيحة إلى مجرى السيول
مرّرت كُلّ الشتاء على جَبهة مَكسورة
كي أحدد حجم القمر في ذلك العام
ولمّا كان التوقيت غير مناسب
حجزت كُتلَتين من امرأة في إناء اسطوانيّ
وتقدمت في سهول حمراء ، كانت تفكر في احتضان بيُوتٍ وَتَهيئةِ عَشاءٍ .
أنا في ليل يَتعَافى
أسحب جَدول الخُرافات والفَراغ من جُمجة رَجل يَدور حَول جَريمة
وهذا يَمنع الأمطار من رؤية الشَوارع
هذا يُناصِف السُكان المنبوذين حَياتَهم
فَزهور النَرجس التي ظَهرت في الآونة الأخيرة لمْ أعثر عليها وأنا أُجدِّدُ الحَفلَات .
جاء قَضيب حديدي وقَسَّم الخيال إلى قُبور
وأجهزة حُب مَركونة في نفس المكان
أستطيع رغم ذلك ابتكار آلة عملاقة تُفرز السنين والنساء والأغاني
لكنني لا أفهم كيف يُرتبون الأزهار بالطريقة التي تعجبني
لا أفهم لماذا أدور حول الجانب الشرقي دائما من المكان ، ولا أشارك في بناء الأشياء التي فقدوها
حِبالٌ في أعناق كثيرة يَتَدّلى منها نَفس الشَخص
وأنا مُنهمك أردّد نَفس الأغنية الكئيبة
وأكرّر نَفس المساء .