الصداقة بين المرأه والرجل

الصداقة بين المرأه والرجل
بقلم ذكرى البياتي
الصداقة هي من أهم الأمور في حياتنا الإجتماعية فالصديق هو الشخص الذي نرمي عليه همومنا فينشلنا من طيات ضعفنا وألمنا ويمدنا بالقوة والثقة لنقوى على مواجهتها، كما يشاركنا أجمل اللحظات ويخبئ لنا أسرارنا الدفينة ونطور معاً لغة مشتركة،
كان هذا مفهوم الصداقة المتعارف عليه بشكل عام، لكن هل هو كذلك عند الرجل ؟ وكيف يختلف مفهوم الصداقة عند المرأة.
الصداقه بين المرأة والرجل في قمة الروعه شرط أن يكون مبدؤها هو الإحترام المتبادل فهي من أجمل العلاقات الإنسانية، لأنها علاقة نقية صافية ليس بها أي غرض ولا تتفهمها إلا العقول الراقية الواعية المتحضرة.
والصداقة بين الرجل والمرأة أحياناً تكون علاقة أجمل وأقوى وأصدق بمراحل من علاقات الحب والعشق المتعارف عليها.
لأن مفهوم الصداقة بين جميع الناس هي في الأصل علاقة حب ولكن حب آخر في مكان آخر من القلب يدوم ويستمر ويبقى، فلنعلم أولادنا أن هناك صداقة بين الرجل والمرأة علموا البنت أن الرجل إنسان مثلها وعلموا الولد أن البنت إنسانة مثله وأن
لا يقلل منه أو ينتقص منه لأن كلاهما إنسان يحتاج للأخر ويكتمل بالآخر في كل علاقات الحياة
فهناك قضايا حساسة جداً لا يستطيع الرجل أن يبوح بها إلا لصديق رجل ولا تستطيع المرأة البوح بها إلا لإمرأة صديقة! أم أنه من الممكن وجود صديق من الجنس الآخر والبوح له بأكثر المواضيع حساسية، وإذا بلغت العلاقة إلى مثل هذا العمق فهي لن تتحول إلى حب
كثيراً ما تحدث تساؤلات بعد فشل علاقة عاطفية ويقرر الطرفان أحترامها لبعضهما أن يواصلا العلاقة كصديقين، قد يكون قرار الصداقة نوعاً من الدفاع عن النفس في مواجهة الهزيمة العاطفية.
هناك من قال بأن الصداقة بين الرجل والمرأة هي حب فاشل وقال آخرون إن الصداقة بين الرجل والمرأة هي حب مؤجل
لا أرى تناقضاً فالصداقة هي نوع من الإعجاب والحب والفصل بينهما مصطنع فنحن لا يمكن أن نصادق من لا نحبه، وقد يكون أرقى أنواع الحب
كوننا في علاقة عميقة مع أحدهم ليس شرطاً أن يكون هناك حب هناك أمور أخرى تغني عن الحب كالراحة والثقة وتوافق المزاج والاهتمام المشترك هي علاقات لانستطيع أن نحصرها تحت أي مسمى فقط نجد الطمأنينة بِها
أنا كلي ثقة أن العلاقات بين البشر لا تقاس بالحب بقدر ما تقاس بالأمان، الأمان المتواصل الدائم أن نستأمن أحدهم على عيوبنا وزلاتنا حتى على تلك الأمور التي نخاف قولها لانفسنا لكي لا نشعر بضرورة إخفاء بعض الأحاديث خشية تشوه صورنا.