رئاسة ترامب على الأبواب: الجدل مستمر حول أول رئيس بسجل إجرامي

في تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، أشارت إلى أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب على أعتاب دخول البيت الأبيض بعد تسعة أيام فقط من حفل تنصيبه، ليصبح بذلك أول رئيس أمريكي يحمل سجلا إجراميا. هذا الحدث يمثل تحولا جذريا في المعايير التي كانت تحكم أعلى المناصب في الولايات المتحدة.
الصحيفة أوضحت أن ترامب قضى سنوات طويلة في تشويه أي قضايا جنائية أو مدنية وجهت إليه. واصفًا إياها بأنها محاولات سياسية لإسقاطه، إلا أن دخوله البيت الأبيض يعكس مدى التغير الذي طرأ على مفهوم القيادة السياسية.
وفي ضوء الحكم الذي صدر مؤخرًا بإدانته بـ34 تهمة جنائية تتعلق بقضية الأموال السرية، تساءلت الصحيفة عن مدى تأثير ذلك على مكانته السياسية. ورغم أن ترامب أظهر اهتمامًا بتجنب عواقب هذا الحكم. إلا أنه نجح سياسيًا في التقليل من أهميته، حيث أصبح حدثًا عاديًا يُناقش في سياق الانقسامات الحزبية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الناخبين الأمريكيين لم يعبروا عن صدمة كبيرة عقب صدور الحكم، بل إن كثيرين منهم اعتبروا القضية إما غير قانونية أو أقل أهمية مقارنة بقضايا أخرى. ومن الجدير بالذكر أن الناخبين كانوا على علم بالإدانة منذ الخريف الماضي، ومع ذلك قرروا دعم ترامب. في إشارة إلى تراجع قوة مثل هذه القضايا في التأثير على المرشحين السياسيين.
نورمان إل. إيزن، المستشار الأخلاقي السابق للرئيس باراك أوباما، علق على ذلك قائلا: “هذا يعكس الواقع الذي نعيشه الآن. رئيس متهم بـ34 جريمة، في بلد يبدو أنه إما أصبح مخدرا أو في حالة صدمة شديدة تمنعه من التفاعل بشكل طبيعي مع مثل هذه التطورات”.
ويبدو أن أمريكا على أعتاب مفارقة تاريخية. خلال أيام قليلة، سيقف ترامب أمام الشعب الأمريكي ليؤدي قسم اليمين على الكتاب المقدس. متعهدا بحماية الدستور والدفاع عنه. في حين أن سجله يتضمن حكمًا بإدانته بانتهاك القانون. هذه اللحظة تثير تساؤلات عميقة حول كيفية تغير نظرة الأمريكيين للرئاسة. ومدى تأثير ذلك على مستقبل الديمقراطية في البلاد.