الجيش السوداني يواصل انتصاراته: اكتشف أحدث مدينة تم تحريرها

أعلن الجيش السوداني، أمس السبت، عن استعادة السيطرة على مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة وسط البلاد، بعد نحو عام من فقدانها لصالح قوات الدعم السريع. في خطوة اعتُبرت تحولًا مهمًا في الصراع الدائر بين الطرفين.

الجيش السوداني يستعيد مدينة ود مدني

وفي مقطع فيديو نشر عبر الصفحة الرسمية للجيش على “فيسبوك”، قال القائد الميداني الرائد بسام أبو ساطور: “نحن الآن داخل مدينة ود مدني، وقوات الدعم السريع فرت من المدينة”، مشيرًا إلى انتهاء وجودها في المدينة.

بدورها، أكدت قوات “درع السودان”، المتحالفة مع الجيش، انسحاب قوات الدعم السريع من المدينة. وشاركت الصفحة الرسمية للقوات مقطع فيديو يوثق احتفالات الجيش وقواتها المتحالفة داخل ود مدني، حيث ظهر قائد القوات، أبو عاقلة كيكل، مشاركًا في الاحتفالات.

وفي السياق، هنأ وزير الإعلام السوداني خالد الأعيسر الجيش والقوات المشتركة، بما في ذلك الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق السلام والمخابرات العامة والمتطوعين. على هذا الانتصار. وقال الأعيسر عبر صفحته على “فيسبوك”: “أوجه التحية باسم حكومة السودان لكل أهلنا الصابرين والصامدين المنتصرين في ود مدني وولاية الجزيرة”.

تحول في مسار الصراع مع قوات الدعم السريع

استعادة المدينة تأتي بعد سلسلة من الأحداث المعقدة التي شهدتها ولاية الجزيرة، حيث كانت قوات الدعم السريع بقيادة أبو عاقلة كيكل قد سيطرت على ود مدني وعدة مدن أخرى في ديسمبر 2023. غير أن كيكل انشق لاحقًا عن قوات الدعم السريع في أكتوبر 2024، وأعلن انضمامه إلى الجيش السوداني، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات جديدة في الولاية.

وبحسب شهود عيان، شهدت مدن أخرى مثل عطبرة في ولاية نهر النيل، وبورتسودان في ولاية البحر الأحمر، وسنجة في ولاية سنار، مظاهرات شعبية احتفالًا باستعادة ود مدني.

رغم هذا التقدم، تظل قوات الدعم السريع مسيطرة على أجزاء واسعة من ولاية الجزيرة. باستثناء ود مدني ومدينة المناقل والمناطق المحيطة بهما. ويمتد نفوذ الدعم السريع جنوبا حتى حدود ولاية سنار. وغربا حتى حدود ولاية النيل الأبيض، ما يجعل المشهد العسكري في المنطقة مرشحًا لمزيد من التصعيد خلال الفترة المقبلة.

هذه التطورات تشير إلى أن الصراع في السودان لا يزال محتدما. مع استمرار تأثيره على الأمن والاستقرار في البلاد.

الجالية السودانية في القاهرة 

احتفل السودانيون المقيمون في القاهرة باستعادة ضض السيطرة على مدينة ود مدني. عاصمة ولاية الجزيرة، بعد نحو عام من وقوعها تحت سيطرة قوات الدعم السريع. وتجمع أفراد الجالية في مناطق مختلفة بالعاصمة المصرية، معبرين عن فرحتهم بهذا الانتصار الذي اعتبروه خطوة كبيرة نحو استعادة الأمن والاستقرار في السودان.

ورفع المشاركون في الاحتفالات الأعلام السودانية. ورددوا هتافات داعمة للجيش السوداني والقوات المتحالفة معه. كما تبادلوا التهاني في أجواء غلبت عليها مشاعر الفخر والأمل في عودة السودان إلى مسار الوحدة والسلام.

وقالت إحدى المشاركات في الاحتفال: “هذا اليوم يمثل لحظة فخر لكل سوداني. نشعر بالسعادة لأن جيشنا تمكن من استعادة ود مدني، ونأمل أن تعود كل مدن السودان إلى حضن الوطن قريبا”.

وأكد أحد قادة الجالية السودانية في القاهرة أن هذه الاحتفالات تعبر عن تضامن السودانيين في الخارج مع أهلهم داخل الوطن. وأضاف: “رغم وجودنا بعيدًا عن أرض السودان. إلا أن قلوبنا وعقولنا دائمًا مع وطننا. نحتفل اليوم بانتصار ود مدني. ونتطلع إلى يوم يعم فيه السلام كل أرجاء البلاد”.

ويعكس هذا الاحتفال مدى ارتباط السودانيين في المهجر بقضايا وطنهم. حيث تعتبر انتصارات الجيش السوداني محط اهتمام كبير للجاليات السودانية في مختلف دول العالم. خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها السودان نتيجة الصراعات الداخلية.

الاحتفالات في القاهرة تأتي في وقت يستمر فيه الجيش السوداني في تحقيق تقدم على الأرض. ما يعزز من آمال السودانيين، سواء في الداخل أو الخارج. بعودة الاستقرار والسلام إلى بلادهم.