ثقافة و فن

الأدب الموريتاني..من الشعر إلى فن الرواية

الأدب الموريتاني..من الشعر إلى فن الرواية

 

كتب :حاتم عبدالهادي 

موريتانيا أرض المليون شاعر تلك هي الفكرة التي انطبعت في أذهان الكثيرين عن موريتانيا بل ربما صارت حقيقة لا تقبل المجادلة والطعون لدى آخرين، وهي التي أعطتها الشهرة التي طارت بها في الآفاق، فقد كان الموريتانيون متشبثين بالشعر أكثر من غيره حيث كان الفن الأول عندهم بحكم أن أغلب سكان البلاد من متذوقيه وناظميه وكان فوق ذلك الوعاء السهل للموريتانيين الأوائل لحفظ العلوم الشرعية واللغوية، وليس اهتمام الموريتانيين بالشعر نابعا من فراغ بل فرضته ظروف الشفاهية للمجتمع البدوي القديم الذي كان الشعر وسيلته المثلى لحفظ المتون والعلوم الشرعية والفتوى نظرا لانعدام وسائل أخرى في ذلك الوقت.

 

ولم يكن الأدب الموريتاني أدبا متحجرا منغلقا ومنكفئا على ذاته بل كان منفعلا متأثرا بأمواج النهضة العربية التي دبت في العالم العربي وما أفرزته من تيارات أدبية جديدة كان لها الفضل في إعادة صياغة الأدب العربي، وما انطوت عليه من فنون أدبية جديدة على الثقافة الأدبية العربية.

 

تبقى الرواية الموريتانية جزء لا يتجزأ من المنظومة السردية العربية غير أنها متميزة بمضامينها المستقاة من الواقع المحلي للمجتمع

غير أن الشباب الموريتاني بدأ بين الفينة والأخرى يضيق ذرعا بالشعر ويتطلع إلى الخروج منن سيطرته والتحرر من قيود الوزن والقافية التي لم تعد وحدها حسب الشباب هي التي تحرك الوجدان وتشحذ المشاعر، خروجا إلى فضاء السرد لكونه أكثر ملاءمة من الشعر، وآية ذلك أن الكثير منهم بحكم اطلاعه على الثقافة الغربية والعربية الوافدة والتعرض لأمواجها من حين لآخر أصبح ينظر إلى الأدب الموريتاني على أساس أنه أدب ناقص التركيب مختل البينة ويعاني من فراغ أدبي كبير بفعل غياب الجانب النثري السردي فيه وبالتالي باتت ضرورة مراجعته ملحة.

لقد دأب الشاعر الكبير أحمد بن عبد القادر وحده القادر على أن يضطلع بهذه المهمة ويسد هذه الفجوة ويرأب الصدع الذي طالما نبه إليه بعض الشباب المتطلعين إلى الجديد، فكتب روايته الشهيرة الأسماء المتغيرة لتكون أول رواية عرفها الأدب الموريتاني منذ نشأته، وفاتحة لباب الرواية التي لا زالت تتنامى حتى الآن ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى