ثقافة و فنمقالات

الراوى حاتم عبدالهادي السيد  قراءة تحليلية فى كتاب ” مقالات إمرسون “

الراوى حاتم عبدالهادي السيد  قراءة تحليلية فى كتاب ” مقالات إمرسون ”

تبدو أهمية كتاب ” مقالات إمرسون ” كونها تأتي بأسلوبية مغايرة ، ورؤية مختلفة عن كل كُتاَّب عصره، قهو يقدم الموضوع من عدة زوايا تاريخية وفلسفية واجتماعية وأدبية، ويعبر بنا عبر المقالات وموضوعاتها إلى آفاق أكثر جوهرية، عبر رؤية جديدة تخلط الشعري بالسياسي، والثقافي بالعلمي والفلسفي، وتنتقد الأوضاع في أمريكا وأوروبا ،ومجتمعاتنا الشرقية، بشكل غير مباشر، كما تعالج الشخصية الانهزامية عن طريق الثقة بالنفس، والاعتزاز بالذات على اعتبارية أن قوة العالم تكمن في الذات التي تتمثل كل الماضي والحاضر والمستقبل داخل الذهن ، وهنا تكمن القوة الفردية للعقل العام. فالفرد هو محور العالم والكون والحياة .
حوى الكتاب مقدمة ، وواحد وعشرين مقالاً ، طاف بنا من خلالها علي كثير من الموضوعات التي تخاطب النفس البشرية، وتناولها من زاوية فكرية خاصة جداً، وجديدة، ومغايرة، فقد تكلم في كل شىء يخص الذات الفردية والعقل العام، كما تناول أموراً جديدة وفارقة، عبر أسلوبية تخاطب القارىء وتستقطبه – طوال الوقت – فيطوف معه عبر أطروحاته الشاهقة الجميلة.
لقد غلبت الحكمة علي كتابات الكاتب، كما أنه يقدم طروحات مهمة عن القيم الديمقراطية في أمريكا، والعالم، وعن القيم الانسانية بشكل عام، وهو كتاب يؤكد فرادة المؤلف في تناول موضوعات مهمة بشكل جديد، ومن هذه الموضوعات : العبقرية، التاريخ، الاعتماد على النفس، الثواب، القوانين الروحية، الحب، الصداقة، التدبير، البطولة، الروح العليا، الدوائر، الفكر، الفن، الشاعر، التجربة، الشخصية، السلوك الحسن، الهدايا، الطبيعة، السياسة ،الاسماني والواقعي، مصلحو نيو إنجلاند.
يمزج إمرسون بين الشعر والأسطورة والحكمة، وبقدمهم على طبق الفلسفة الروحية والطبيعية، حيث يؤمن بالأبدية للعالم، وينادي بعدم نمطية التفكير، ووجوب تجاوز الواقع، عبر الذهن وتماثلاته، فالإنسان هو محور كل شىء، وهو صانع القوة عبر تماثلاتها التاريخية والأسطورية والثقافية ، والذهنية ، وعبر الحقيقة التي تسبق البرهان في المخيال التصوري.
يخلخل هذا الكتاب الكثير من الثوابت الراسخة عن نمطية التفكير المطلق، والعقل العام، أو التفكير عبر قيم الكنيسة، والواقع، وهو يدعو إلى ثورة الذات على محيط الكون والعالم، لتتحرر الارادة الذهنية للجميع ويتساوى الأرستقراطيون والفقراء، والسود والبيض، والظلام والنور عبر معادلات الثقة بالنفس والقوة المستمدة من الإرادة الواعية .
ينبغي النظر إلى الله والطبيعة من خلال الإلهام. ، فالله ليس شيئاً بعيد المنال وغير معروف ، لكنه قريب ، في كل واحد منا. يمكنك فهم الله من خلال النظر إلى روحك الخاصة والشعور بالارتباط مع الطبيعة. كما تناقضت فلسفته في ذلك الوقت مع كل الآراء المقبولة بشكل عام.

عن الكاتب :
ولد رالف والدوإمرسون في بوسطن في 25 مايو عام 1803 . كان شاعراً، ومفكراً ، وفيلسوفاً . توفي والده بسبب سرطان المعدة وهو في الثامنة من عمره. وفي سن التاسعة، التحق بمدرسة بوسطن اللاتينية عام 1812. تخرج من جامعة هارفارد في ، وغمل محاضراً في عدة ولايات أمريكية .
أهم أعماله :
ترنيمه كونكورد ، الفلسفة المتعالية، الطبيعة، موسيفا،رجال نموذجيوم، الصحبة والعزلة، سبيل الحياة، كما مشر العديد من دواوين الشعر والكتب والمقالات الأخرى .
الجوائز والتكريم :
نال إمرسون العديد من الجوائز الأمريكية والعالمية، وأنتخب في قاعة المشاهير للأميركيين العظماء في عام 1900. أعلنت مدرسة اللاهوت في جامعة هارفارد إنشاء منحة لتخليد اسمه ،كما سمي مبنى في الجامعة على اسمه. تم انشاء جائزة باسمه . وتوفي في 27 نيسان 1882م.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى