بعد تهديدات ترامب.. هل تدخل بريطانيا والولايات المتحدة في صدام اقتصادي؟
تتجه العلاقات التجارية بين بريطانيا والولايات المتحدة إلى مرحلة غير مسبوقة من التوتر. مع استعداد لندن لاتخاذ إجراءات مضادة في حال فرضت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسوما جمركية إضافية على السلع البريطانية. هذه الخطوة تأتي وسط تصعيد في السياسة التجارية الأمريكية. ما يضع البلدين في مواجهة اقتصادية مباشرة قد تؤثر على مسار علاقاتهما الثنائية.
بحسب ما نقلته صحيفة “فاينانشيال تايمز” عن مصادر حكومية بريطانية. فإن لندن تضع خططا جاهزة للرد على أي قرارات أمريكية تستهدف صادراتها. وأوضح مصدر حكومي أن بريطانيا تسعى للتعاون الوثيق مع واشنطن. لكنها لن تتردد في الدفاع عن مصالحها الوطنية، وهو ما يعكس توجهاً جديدًا أكثر صرامة في التعامل مع سياسات ترامب التجارية.
تصريحات ترامب الأخيرة، التي اتهم فيها بريطانيا بـ”تجاوز الحدود المسموح بها” فيما يتعلق بالتجارة مع الولايات المتحدة، زادت من حدة التوتر، حيث عبّر الرئيس الأمريكي عن استيائه من العلاقات الاقتصادية بين لندن وواشنطن، وربط ذلك بالخلافات المستمرة مع الاتحاد الأوروبي. وأكد أن حل الأزمة ممكن. لكنه لم يخفِ استياءه من ميزان القوى الاقتصادية في الشراكة بين البلدين.
في سياق متصل، أشار تقرير الصحيفة إلى أن واشنطن تتمتع بفائض تجاري كبير مع بريطانيا، يصل إلى 14.5 مليار دولار، وهو ما يمنح لندن موقفًا تفاوضيًا قويًا في هذه المواجهة. وعلى الرغم من أن سياسات ترامب التجارية غالبًا ما تستهدف الدول التي تعاني من عجز تجاري كبير مع الولايات المتحدة، فإن التهديدات بفرض رسوم جمركية جديدة على بريطانيا تثير تساؤلات حول دوافع الإدارة الأمريكية.
التوتر التجاري بين البلدين يأتي في أعقاب قرار ترامب الأخير. الصادر في الأول من فبراير. بفرض رسوم جمركية على السلع المستوردة من كندا والصين والمكسيك، تشمل ضرائب بنسبة 25% على المنتجات المكسيكية والكندية. مع فرض 10% على موارد الطاقة الكندية، بالإضافة إلى رسوم إضافية بنسبة 10% على السلع الصينية. هذه الإجراءات تعكس نهجًا أكثر تشددًا في السياسة الاقتصادية الأمريكية. ما يضع شركاءها التجاريين في موقف دفاعي يستلزم ردود فعل حاسمة.
مع تصاعد هذه التوترات، يظل التساؤل مطروحا حول مدى تأثير هذه المواجهة على العلاقات المستقبلية بين بريطانيا والولايات المتحدة، وما إذا كانت لندن ستلجأ إلى خطوات تصعيدية مماثلة. أم أن الطرفين سيسعيان إلى تهدئة الأوضاع عبر مفاوضات تجارية تضمن تحقيق التوازن بين مصالحهما الاقتصادية.