أخبارتقارير و تحقيقات

ردود فعل دولية على قرار إسرائيل بوقف المساعدات: مصر والسعودية تحذر من العواقب الإنسانية

كتبت: رانيا سمير

في تصعيد جديد للأزمة الإنسانية في قطاع غزة، أدانت كل من مصر والسعودية في بيانات منفصلة القرار الإسرائيلي الأخير الذي يقضي بتعليق دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع. معتبرين أن هذا القرار يعد “انتهاكا صارخا” لاتفاق وقف إطلاق النار الذي ساهمت القاهرة في التوصل إليه. وفيما شددت مصر على أن استخدام تجويع المدنيين الأبرياء كسلاح ضد الشعب الفلسطيني في هذا الشهر الكريم يعد خرقا فاضحا للقانون الدولي. كما أكدت السعودية أن إسرائيل تستخدم المساعدات الإنسانية كأداة للابتزاز والعقاب الجماعي. ما يعد انتهاكا آخر للقانون الدولي.

وقف المساعدات: تصعيد يفاقم الأزمة

وقد جاء هذا القرار عقب انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل. حيث أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه لن يسمح بإجراء أي مفاوضات أو تمديد لوقف إطلاق النار إلا بعد الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين. في هذا السياق. كما دعت كل من مصر والسعودية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته لضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة بدون أي قيود، مع الإدانة الشديدة لجميع الممارسات غير الإنسانية التي تستهدف المدنيين.

الأتحاد الأوربي يعلق

وفي هذا السياق، أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه الشديد إزاء قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. محذرا من أن هذا القرار سيؤدي إلى عواقب إنسانية وخيمة قد تؤثر بشكل مباشر على حياة المدنيين في المنطقة. وأكد الاتحاد الأوروبي في بيان رسمي على ضرورة استئناف المفاوضات في المرحلة الثانية بشكل سريع، مشيرًا إلى دعمهم الكامل للوسطاء الذين يعملون على إيجاد حلول دائمة للأزمة.

وفي إطار تعزيز الجهود الدولية. شدد الاتحاد الأوروبي على أن التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار سيساهم في إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين وفي نفس الوقت يضمن إعادة إعمار غزة بشكل شامل. وأضاف البيان أن جميع الأطراف تتحمل مسؤولية كبيرة تجاه تحقيق هذا الهدف. موجها نداء عاجلا لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع بشكل كامل وسريع وآمن دون أي قيود، وذلك لتلبية احتياجات السكان المتضررين.

منظمة “أطباء بلا حدود”و”اليونيسف” تحذر

من جانبها، عبرت منظمة “أطباء بلا حدود” عن قلقها الشديد من القرار الإسرائيلي، مشددة على أن استخدام المساعدات الإنسانية كورقة تفاوض يعتبر جريمة حرب. وكما أكدت المنظمة أنه لا يمكن استخدام المساعدات كأداة للضغط على الأطراف المتنازعة، خاصة في ظل الوضع الإنساني المتدهور في غزة.

كما حذرت “اليونيسف” من العواقب الكارثية التي سيخلفها وقف المساعدات الإنسانية. مؤكدة أن الأطفال في غزة في حاجة ماسة للإمدادات الأساسية من الغذاء والرعاية الصحية. وفي هذا الإطار. أشارت إلى أن العديد من الأطفال في غزة قد لقوا حتفهم بسبب البرد القارس ونقص الرعاية الطبية. داعية إلى استئناف دخول المساعدات الإنسانية بشكل كامل.

وفي ظل هذه التطورات، كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن خطة “الجحيم” التي قد تشمل مزيدا من التصعيد في غزة. حيث تدرس الحكومة الإحتلال إخلاء السكان من شمال القطاع إلى جنوبه، وقطع الكهرباء عن القطاع. بل وقد تقوم بوقف إمدادات المياه إذا استمر الوضع على حاله. كما يثير هذا التصعيد  تساؤلات حول إمكانية الوصول إلى اتفاق دائم للسلام في المنطقة، ويضع المجتمع الدولي أمام تحدٍّ كبير من أجل حماية حياة المدنيين في غزة.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى