أخبار

يوم عرفة.. قلب الحج وذروة الإيمان

يوم عرفة.. قلب الحج وذروة الإيمان

 

يعد يوم عرفة التاسع من ذي الحجة الركن الأعظم للحج وذروة الشعائر الدينية التي ينتظرها المسلمون في شتى بقاع الأرض بشوق ولهفة.

في هذا اليوم المبارك تتجه قلوب ملايين الحجاج إلى صعيد عرفات المكان الطاهر الذي يشهد وقوفهم وتضرعهم إلى الله تعالى طالبين المغفرة والرحمة والعتق من النيران.

 

في مشهد مهيب يقطع الأنفاس يتوافد الحجاج من كل فج عميق إلى صعيد عرفات منذ فجر اليوم التاسع من ذي الحجة، حاملين معهم آمالهم ودعواتهم يتجمعون في مكان واحد لا فرق بين غني وفقير ولا بين حاكم ومحكوم الكل في ثياب الإحرام البيضاء تعلو أصواتهم بالتلبية والدعاء “لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك”.

تستمر وقفة عرفات من زوال شمس يوم عرفة حتى غروبها، وهي الفترة الذهبية التي يكثر فيها الدعاء والاستغفار والتضرع إلى الله. يحرص الحجاج على اغتنام كل لحظة في هذا اليوم، متوجهين بقلوب خاشعة وألسنة ذاكرة إلى خالقهم. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “الحج عرفة”، دلالة على الأهمية العظمى لهذا الركن، فمن فاته الوقوف بعرفة فقد فاته الحج.

لا تقتصر شعائر يوم عرفة على الوقوف بالصعيد فحسب، بل تمتد لتشمل مجموعة من الطاعات والعبادات التي تزيد من روحانية اليوم. فبعد أداء صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً في مسجد نمرة بعرفة – إن تيسر – يتفرغ الحجاج للدعاء وقراءة القرآن والذكر. يفضل كثيرون الجلوس في خيامهم أو في الأماكن المظللة، رافعين أكف الضراعة إلى السماء، تتخللهم الدموع أحيانًا خشوعًا وتضرعًا.

ومن أهم الأدعية المأثورة في هذا اليوم.. “خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير”. كما يحرص الحجاج على الإكثار من الاستغفار والتوبة النصوح، آملين أن يكون هذا اليوم فاتحة لصفحة جديدة في حياتهم خالية من الذنوب.

 

مع غروب شمس يوم عرفة يبدأ الحجاج في النفرة من عرفات إلى مزدلفة وهي المرحلة التالية من شعائر الحج.

يصلون إلى مزدلفة حيث يبيتون فيها ويجمعون حصوات رمي الجمرات ويؤدون صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير هذه اللحظات التي تلي عرفة تحمل في طياتها شعورا عميقا بالسكينة والطمأنينة بعد يوم حافل بالعبادة والتقرب إلى الله.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى