مصر ترسم حدود السيادة.. رسائل عسكرية حاسمة في وجه الهيمنة وسرديات التهجير

قال الدكتور حاتم الجوهري حاتم الجوهري أستاذ الدراسات الثقافية المنتدب بالجامعات المصرية أعتقد أن مصر تستشعر التغيرات الجيوثقافية الخطيرة التي بدأت تسيطر على الإقليم، ويبدو أنها استنفذت الوسائل السلمية كافة في محاولة التفاهم مع دولة الاحتلال وأمريكا دون جدوى.
من ثم تأتي هذه التصريحات تأكيداً على السيادة المصرية على أرض سيناء، ورفض مخطط تصفية القضية الفلسطينية وتهجير سكان قطاع غزة بالقوة إلى مصر.
وأشار الجوهري قائلا ان التصريحات تؤكد استشعار مصر الخطر عشية انعقاد اجتماع المجلس الوزاري المصغر لبحث خطة عسكرة غزة واحتلالها.
منذ ايام قليلة كتبت أن إسرائيل تتجه نحو العسكرة الدائمة، وتكشف عن دورها في الهيمنة على جغرافيا المنطقة.
مؤكدا أن تصريح اللواء خالد مجاور رسالة للخارج والداخل بأن مصر لن تقبل بالهيمنة وإنهاء تفاهمات كامب دافيد دون معركة شرسة قد تكلف الجميع كثيراً، لو تطلب الأمر ذلك.
أمريكا وإسرائيل تسعيان لتجاوز مرحلة التطبيع واتفاقيات كامب دافيد وأوسلو ووادي عربة، والدخول في مرحلة الاتفاقيات الإبراهيمية والشرق الأوسط الجديد، على حساب المراكز العربية القديمة التي يتبقى منها للاسف مصر فقط، بعد ضرب العراق في التسعينيات وانهيار النظام السوري مؤخراً.
ما يحتاجه الصمود المصري إلى جوار الجسارة العسكرية الصلبة وتصريحاتها، هو مشروع سياسي جديد يعيد إنتاج وتقديم القوة الناعمة المصرية والعربية، لأن الآخر لا يهاجمك بقوته الصلبة فقط بل يهاجمك بسردياته الجيوثقافية ليتمدد في الجغرافيا الخاصة بك.
كل التقدير لتصريحات اللواء خالد مجاور لكننا إلى جوار القوة الصلبة العسكرية في حاجة إلى قوة ناعمة جديدة تدفع مشاريع السرديات الغربية ومخططاتها للوراء.