أخبار

توظيف وسائل التواصل الاجتماعي في الأدب، على مائدة الحوار في نقابة الكتاب.

حسام حفنى
تحت رعاية الدكتور علاء عبد الهادي رئيس النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر والأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، عقدت لجنة الأدب الرقمي والذكاء الاصطناعي برئاسة د. جميل عبد المجيد ندوة يوم السبت الثالث عشر من سبتمبر ٢٠٢٥م، بعنوان ” توظيف وسائل التواصل الاجتماعي في الأدب”، استضافت فيها الكاتبة نهى داود، حضر اللقاء من أعضاء اللجنة أ. السيد الهادي نائب الرئيس، ود. رشا الشهابي عضو اللجنة، كما حضرها جمع من المهتمين بموضوع استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في الأدب ومنهم، الشاعر والكاتب علي الراوي، م. إيهاب راتب، د. جلال أبو زيد ، وعدد من الشباب .
رحب د. جميل عبد المجيد بالحضور، وقدم شذرات من السيرة المهنية والإبداعية لضيفة اللقاء ، متحدثا عن رحلة انتقالها من عالم الهندسة إلى عالم الأدب والإبداع، وعن تخصصها في الأدب البوليسي و إصداراتها المتنوعة ، وعن فوزها بجائزة الأكثر مبيعا في عامي ٢٠٢١م، و٢٠٢٢م.
وتحدثت الروائية نهى داود عن تجربتها الإبداعية مؤكدة الدور الكبير الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي في الأدب، وشرحت تجربتها في الكتابة منذ عام ٢٠١٧م للآن، وتعاملها مع السوشيال ميديا، مؤكدة أهمية أن تكون الميديا وسيلة لتصحيح المفاهيم، وليست منصة للترويج الشخصي فقط، وعن كيفية تأثير الشخص في وسائل التواصل الاجتماعي، وأشارت إلى كتاب سارة سيف الذي به رؤية عامة وشاملة لاستغلال المنصات ، كما تحدثت عن النظرة القديمة لأدب الجريمة، وكيف تغيرت هذه النظرة حديثا للأفضل، كما تحدثت بالتفصيل عن طبيعة كل منصة من المنصات وأوجه الاختلاف بينهم، موضحة أن الفيسبوك يناسبه المنشورات المكتوبة، والانستجرام الصورة، والتيك توك الفيديو القصير، واليوتيوب الفيديو الطويل، كما تحدثت عن الأعمار السنية التي تدخل على كل منصة، وتساءلت هل يستطيع الكاتب أن يحافظ على خصوصيته في ظل هذا الانفتاح المذهل على وسائل التواصل؟، وإلى أي مدى يتنازل الكاتب؟ وأكدت أنه لابد من وجود الوعي بالخطوط الحمراء التي يضعها كل كاتب لنفسه، كما تحدثت عن الآثار السلبية لاستخدام وسائل التواصل، وفي القلب منها فقدان التركيز، وأشارت “إلى كتاب “تركيزنا المسلوب” الذي ينبه لهذه المشكلة، كما تحدثت عن مصادر الثراء الباهظ الذي يعود على المنصات من الإعلانات، وعن المستهدف من قبل تلك المنصات، وهو المحتوى الذي يثير المشاعر، واستفاضت في شرح لهاث البعض وراء الترند بغض النظر عن القيم والمبادئ، كما تحدثت عن الدور الإيجابي الذي خلقته جائحة كورونا في اعتياد الناس على القراءة والكتابة أون لاين، وتحدثت عن تجربتها الشخصية في كتابة حلقات قانون جليلة ونشرها عبر الفيسبوك، وصنعت من خلالها قفزة رائعة في جذب المتابعين، وكذلك عن روايتها مشهد سينما، وشرحت ما أقبلت عليه من عملية الكتابة في ثلاثين ثانية من خلال التيك توك، وأوضحت جملة من السمات التي يجب مراعاتها مع كل منشور على وسائل التواصل الاجتماعي منها متابعة المنشور والحرص على الرد على التعليقات بشكل طبيعي وليس ردا إلكترونيا، والحرص على وجود كلمات مفتاحية في المنشور، ومراعاة سن الجمهور المستهدف، كما تحدثت بشكل تفصيلي عن أهمية ما يسمى بالمساعد الرقمي وهو الثورة القادمة في عالم توظيف وسائل التواصل الاجتماعي في الأدب، وذكرت أن المستقبل لمن يجيد استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل صحيح، وطالبت بأهمية العصف الذهني مع النفس ومع الأصدقاء أولا وليس مع الذكاء الاصطناعي.
شارك الحضور بمجموعة من المداخلات، وكان أولها سؤال د. جميل عبد المجيد حول كيفية الموائمة بين رسالة الإبداع الجادة وطبيعة وسائل منصات وسائل التواصل التي تميل إلى السطحية؟ وعن الفرق بين طلب المراجعة والتدخل في تحرير النص من قبل الذكاء الاصطناعي؟ ، كما قام بعض الحضور بتوضيح رؤيتهم في استخدام التكنولوجيا في الأدب والتي قد تفقدنا بعض خصائصنا الإنسانية، وكيف يتم المحافظة على الصوت الأدبي كصوت متفرد وسط هذا الكم من التعاملات مع الذكاء الاصطناعي، وهناك من رأى من الحضور أن الذكاء الاصطناعي سوف يخرج عن سيطرة الإنسان، وطرح الكاتب علي الراوي رؤية ذكر فيها أن الإنسان سوف يقضي على نفسه بنفسه، وأنه سوف يأتي بكائن داخله لا يشعر بالوجع ؛لذلك سيفعل كل شيء دون شعوره بالوجع ..
توظيف وسائل التواصل الاجتماعي في الأدب، على مائدة الحوار في نقابة الكتاب.
 
وتسائل المستشار السيد الهادي كيف يمكن دعم المحتوى الجاد، في حين أن أغلب الرائج من المعروض على المنصات محتوى سطحي؟، وكيف يمكن للكاتب أن يروج لنفسه وسط هذا التباين الفج في تقديم المحتوى؟،
وتسائل د. جلال أبو زيد عن من بيده الحكم على المحتوى، وكيف نقيم الأدب الرقمي ؟، وقدم م. إيهاب راتب، ود. رشا الشهابي مجموعة من النصائح للتعامل مع الذكاء الاصطناعي بحرفية، وطالبت الكاتبة عزة أبو العز بقبول التقنيات الحديثة، والحرص على تعلمها والتعامل معها بشكل صحيح، وأهمية إدراك الإنسان بقيمة ذاته، وبأن الله خلقه واستخلفه في الأرض، وميزه عن باقي مخلوقاته؛ لذلك طالبت الكتاب بالوعي والتسلح بالعلم في مواجهة أي جديد، والحرص على تعلم واستخدام هذه المستحثدات، وقامت الكاتبة نهى داود بالرد على كل ما طرح من أسئلة واستفسارات، وفي ختام الندوة قدم د. جميل عبد المجيد شهادة تقدير لضيفة اللقاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى