مقالات

حسام حفني يكتب :أخطر 6 ساعات في تاريخ مصر

 

مرت على الرئيس عبد الفتاح السيسي لحظات عصيبة لا يتحملها بشر بل يشيب لها الولدان من بين هذه اللحظات  تأتي ليلة “طوفان الأقصى” التي وصفها كثيرون بأنها أخطر ست ساعات في تاريخ مصر والليلة التي لم يذق فيها الرئيس النوم هو واللواء عباس كامل، إدراكا لما تحمله من تداعيات ومخططات خطيرة على مستقبل المنطقة بأكملها.

 

المؤامرة ثم الجفاء

 

بدأت القصة بمحاولة استدراج مصر لمخطط خطير تحت مسمى “صفقة القرن” حيث عُرض على القاهرة الانضمام إلى مشروع عالمي ضخم هو نيوم على ساحل البحر الأحمر برعاية أمريكية وتمويل سعودي إسرائيلي المشروع كان سيجلب المليارات ويقدم على أنه فرصة اقتصادية تاريخية لكنه في حقيقته كان غطاء لمؤامرة أكبر.

 

المخطط تضمن تحويل البحر الأحمر لممر ملاحي دولي بعد انتقال ملكية تيران وصنافير ودعم حفر قناة بن جوريون بتمويل غربي وسعودي وانشاء خط قطار يربط الهند بحيفا.

 

والأدهى هو تهجير أهل غزة إلى سيناء بالقوة تمهيدا للاستيلاء على ثروات القطاع من الغاز والبترول والتي تفوق احتياطات معظم دول المنطقة.

 

 

قرارات مصرية قلبت الموازين

 

لكن مصر تصدت للمخطط بحسم عبر عدة قرارات تاريخية وهي  الانسحاب من مشروع نيوم ورفض تسليم تيران وصنافير وبناء سور عازل على حدود غزة.

 

 

 

وبهذه الخطوات نسفت كل ما كان يخطط له وأدت إلى حالة جفاء واضحة بين القاهرة والرياض انعكست في اتصالات فاترة ومحدودة بل إن فشل مشروع نيوم لاحقا وطلب السعودية قروضا لاستكماله جاء نتيجة مباشرة لانسحاب مصر وتراجع إسرائيل عن المشاركة بعد أن أفشلت القاهرة الخطة.

 

طوفان الأقصى.. الجائزة الذهبية لإسرائيل

 

جاء “طوفان الأقصى” ليمنح إسرائيل ذريعة ذهبية لتحقيق أهدافها وهي تدمير غزة وتقسيمها والسيطرة على غازها وبترولها واعادة إحياء مشروع قناة بن جوريون.

 

وتم إغراء السعودية بعدم التدخل مقابل حماية أمريكية من الحوثيين مع وعود بتنظيم كأس العالم.

وفي تلك الليلة، لم يغمض للرئيس السيسي ولا للواء عباس كامل جفن كانا يعلمان أن ما حدث يمثل جائزة كبرى لإسرائيل وأن مصر وحدها هي القادرة على وقف استكمال المخطط.

 

موقف مصر: لا للتهجير ولا للتصفية

 

تحركت القاهرة سريعا لمحاولة وقف الحرب رغم صعوبة الموقف وادخال المساعدات عبر معبر رفح، رغم قصفه المتكرر من جانب إسرائيل واعلان واضح لا يقبل اللبس “لا لتهجير الفلسطينيين لا لقتل المدنيين نعم لإقامة دولة فلسطينية مستقلة”

 

 

ورغم حملات التشويه التي استهدفت مصر عبر قنوات ممولة مثل “الجزيرة” و”مكملين” و”الشرق” ظل الموقف المصري ثابتا وراسخا

 

مصر تتحدى العالم

 

وقف الرئيس السيسي في مواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل وأوروبا مؤكدا أن مصر لن تسمح بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء بل وصل الأمر إلى أن واشنطن ولندن وباريس أعلنت للمرة الأولى ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة بعد أن أظهر الرئيس المصري ما أسماه البعض “العين الحمراء”.

 

 

حتى اليوم تبقى مصر الدولة الأكثر إدخالا للمساعدات إلى غزة مقارنة بكل الدول العربية والإسلامية في وقت لم تقدّم فيه إيران التي دفعت حماس للتصعيد “رغيف خبز واحد” لسكان القطاع.

 

لقد كانت ليلة الطوفان ليلة فارقة لم ينم فيها الرئيس لأنه أدرك أن غزة تقدم على طبق من ذهب لإسرائيل وأن الخطر يهدد مصر والمنطقة كلها. لكن التاريخ سيكتب أن مصر السيسي أوقفت مخطط الشرق الأوسط الجديد للمرة الثانية كما أوقفت قبله مخططات التهجير وصفقة القرن.

 

 

قد يختلف البعض أو يتفق لكن الحقيقة أن مصر في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي واجهت أخطر المؤامرات بصمود. ولهذا، يرى كثيرون أن أقل تكريم للرئيس أن يُصنع له تمثال في كل بيت مصري، اعترافا بزعيم اختاره الله ليقود مصر في أصعب الفترات.

 

تحيا مصر.. ويحيا السيسي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى