أخبار

بين العرق والثقافة ..مونيكا حنا تشعل جدل الهوية المصرية 

 

أصبحت العالمة المصرية مونيكا حنا عميدة مؤسسة لكلية الآثار والتراث الثقافي خلال الأيام الماضية محور اهتمام واسع ونقاشات حادة في الأوساط الأكاديمية والإعلامية والجمهور العام في مصر وذلك بسبب تصريحاتها حول الهوية المصرية ومفهومها بين العرق والثقافة وأهمية الإرث الفرعوني في السردية الوطنية المعاصرة وقد أطلقت هذه التصريحات ما عرف بعاصفة الهوية التي اجتاحت الفضاءين الإعلامي والبحثي في البلاد

وترى مونيكا حنا أن الحضارة المصرية ليست مجرد تاريخ أو إرث مادي بل هي هوية ثقافية متراكمة تتشكل عبر القرون وتتجدد باستمرار ولا يمكن اختزالها في نقاء عرقي أو في الانتماء العرقي البحت وتؤكد أن الهوية المصرية معقدة ومتعددة الأبعاد تشمل العادات والتقاليد واللغة والفنون والموروثات الشعبية والمعمارية التي تشكل جميعها جزءا من الوعي الجمعي للمصريين

ويشير خبراء آثار وباحثون إلى أن رؤية حنا تتقاطع مع الدعوات الأكاديمية الحديثة إلى إعادة النظر في طريقة تدريس علم المصريات وإعادة قراءة تاريخ مصر القديم من منظور محلي مستقل عن التأثيرات الاستعمارية التي هيمنت على الدراسات لعدة عقود وتؤكد حنا أن تفكيك إرث الاستعمار في علم المصريات أمر ضروري لمنح الجمهور المحلي القدرة على الوصول إلى المعرفة الأثرية بلغتهم العربية وفهمها في سياقها الثقافي والاجتماعي المحلي وليس من خلال منظور غربي أو مستعمر

وقد لاقت هذه التصريحات تفاعلا كبيرا بين الجمهور حيث أبدى بعض المتابعين إعجابهم برؤيتها وتشجيعهم على فتح النقاشات حول الهوية المصرية وأهمية الموروث الثقافي في تشكيل الوعي الوطني بينما انتقد آخرون ما اعتبروه خروجها عن التقاليد الأكاديمية المعتادة ومساسها بما يرونه رموزا أساسية للهوية الوطنية وظهر هذا الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام المختلفة حيث تناقلت الصفحات والمنصات المختلفة تصريحاتها وأطلقت نقاشات موسعة حول مفهوم الهوية والثقافة والعرق والإرث التاريخي

كما ركزت نقاشات الخبراء على دور التعليم والبحث العلمي في تعزيز فهم الهوية المصرية بشكل أكثر شمولية بعيد عن التبسيط أو الاختزال في جانب واحد من جوانبها وأشاروا إلى أن فتح المجال للجمهور المحلي للوصول إلى الدراسات الأثرية بلغتهم يعزز الانتماء الوطني ويحفز الاهتمام بالتراث ويخلق جوا من الحوار المفتوح بين الباحثين والجمهور

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى