ثقافة و فن

سوزان برنارد والحداثة.. قصيدة النثر العربية

سوزان برنارد والحداثة.. قصيدة النثر العربية

 

حاتم عبدالهادي السيد

 

تذهب الناقدة الفرنسية سوزان برنار إلى أنَّ قصيدة النثر هي: «قطعة نثر موجزة بما فيه الكفاية، موحّدة، مضغوطة، كقطعة من بلّور…خلق حرّ، ليس له من ضرورة غير رغبة المؤلف في البناء خارجاً عن كلّ تحديد، وشيء مضطرب، إيحاءاته لا نهائية.

 

لقد عبرت قصيدة النثرالعربية من اليومي والحياتي؛ ومن الرومانسي والواقعي إلى آفاق أكثر سموقاً؛ فتشابكت مع الفكر والفلسفة؛ ونشدت العلوم الكونية والفنون.

 

لقد كانت السوريالية هي أحد اتكاءات تلك القصيدة التي استطاعت تشكيل الصورة البصرية التشكيلية كبديل للصورة الفنية والموضوعية، وغدت التجربة الشعرية تجريداً عبر الكوني؛ والجمالي؛ والذاتي أيضاً .

 

لقد شكلت الصورة أساساً لبناء رؤيوية لدى الشاعر يتغيا فيها الذات كمنطلق كوني للعالم، وغدا الكون فراغات وفجوات تحتاج إلى امتلاء نفسى عبر فضاءات النوعية- ولعمرى – فقد غدت قصيدة النثر – مع عدم الاتفاق على المسمى حتى الآن – هي البؤرة التي تنطلق منها عجلة النقد الكونية؛ وعجلة الشعريّات العربية الجديدة.

 

وربما نحيل ذلك إلى التراث وفيوضاته؛ بعيداً عن التأويل وافتراضاته؛ فغدا الشاعر الكوني يفكر بالشعر ، ويوظف مرموزاته السيمولوجية عبر أفق النص المتنامي؛ والذى ينتضمه هارمونية تعيد تأسيس البناء والموضوع؛ ويضع إطاراً حداثياً جديداً؛ بعيداً عن الأيديولوجية؛ لكنه يقترب من الأركولوجيا التى تخص الذات وما ينم عنها من تجوال عبر آفاق القصيدة والكون والعالم والحياة .

 

إنها القصيدة الجديدة التي تستقطر الحياة؛ وتضع الذات علي المحك وتعيد تأسيس العواطف والفكر؛ وتصنع لذاتها طريقًا مغايرة للإبداع العربي الجديد .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى