تصعيد متبادل في سماء اليمن والبحر الأحمر: غارات أمريكية وهجمات حوثية تلهب المشهد الإقليمي

في تصعيد جديد يعكس خطورة الانزلاق الإقليمي نحو مواجهة أوسع، أفادت وسائل إعلام تابعة لجماعة أنصار الله (الحوثيين) بأن ثلاث غارات جوية أمريكية استهدفت مديرية كتاف بمحافظة صعدة شمالي اليمن، في وقت يشهد فيه البحر الأحمر ومحيطه نشاطاً عسكرياً مكثفاً بين القوات الأمريكية والجماعة اليمنية المدعومة من إيران. الغارات، التي وُصفت بـ”العدوان الأمريكي”، تأتي في سياق متصل باستمرار واشنطن في تنفيذ عمليات جوية وبحرية تستهدف مواقع للحوثيين، على خلفية الهجمات التي تنفذها الجماعة ضد أهداف إسرائيلية وسفن مرتبطة بها.
وعلى وقع القصف في صعدة، أعلنت جماعة الحوثي أن طائرات أمريكية شنت غارة جديدة استهدفت مديرية الحوك بمحافظة الحديدة غرب البلاد، في استمرار لما وصفته بـ”العدوان المنظم والممنهج” ضد اليمنيين، متهمة واشنطن بشن أكثر من 1300 غارة جوية وقصف بحري منذ منتصف مارس الماضي، أسفرت – بحسب الجماعة – عن مئات الضحايا من المدنيين بينهم نساء وأطفال. وطالبت الجماعة في بيان رسمي بتشكيل لجنة دولية محايدة للتحقيق في ما اعتبرته “جرائم حرب ترتكبها أمريكا بحق الشعب اليمني”.
في المقابل، تتزايد مؤشرات المواجهة بين واشنطن وطهران، إذ توجّه وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث برسالة شديدة اللهجة إلى إيران، محذراً إياها من استمرار دعمها للحوثيين. وقال هيغسيث في تغريدة على منصة “إكس” (تويتر سابقاً) إن الإيرانيين يدركون جيداً ما يمكن أن يفعله الجيش الأمريكي، مشدداً على أن طهران “ستدفع الثمن في الزمان والمكان الذي نحدده”، في تصعيد كلامي قد يفتح الباب أمام مواجهة مباشرة بين القوتين في حال استمرت الهجمات الحوثية على المصالح الأمريكية أو الإسرائيلية.
وفي خطوة غير مسبوقة، أكدت جماعة الحوثي عبر متحدثها العسكري يحيى سريع أنها استهدفت حاملة الطائرات الأمريكية “فينسون” بطائرات مسيّرة في بحر العرب، مشيرة إلى تنفيذ هجوم مزدوج آخر بطائرات بدون طيار على أهداف داخل تل أبيب وعسقلان، في تصعيد ينذر بتمدد رقعة المواجهة نحو الساحة الإسرائيلية أيضاً، رداً على ما تصفه الجماعة بـ”الجرائم الإسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة” منذ 18 مارس الماضي.