أخبار

غزة تحت النار – تصعيد إسرائيلي عنيف وأزمة إنسانية تتفاقم وسط صمت دولي

 

في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، يتصاعد المشهد الميداني والإنساني بوتيرة مقلقة تعكس كارثة تلوح في الأفق، في وقت يواصل فيه جيش الاحتلال تنفيذ هجماته الجوية والمدفعية المكثفة على مناطق مكتظة بالنازحين الفلسطينيين، مخلفًا المزيد من الشهداء والجرحى والدمار الشامل، دون بوادر على وقف هذا التصعيد المتسارع.

في الأيام الأخيرة، كثّف الطيران الحربي الإسرائيلي غاراته على أحياء سكنية شرق مدينة غزة، لا سيما في حي التفاح، بالتوازي مع قصف مدفعي طال مناطق متفرقة شمال القطاع ووسطه، بما في ذلك شمال شرق مخيم البريج، وحي الزيتون ومحيط شارع المسلخ. وشاركت الطائرات المسيّرة في عمليات استهداف مباشرة لمنازل المدنيين، ما فاقم معاناة السكان الذين يفتقدون إلى أدنى مقومات الحياة.

وفيما تستمر هذه الهجمات، تؤكد مصادر عسكرية إسرائيلية وجود خطط موسعة لتوسيع نطاق العمليات البرية في عدة مناطق داخل القطاع، بهدف السيطرة على أراضٍ جديدة. وتربط هذه التحركات بمحاولات الضغط على حركة حماس للعودة إلى المفاوضات، في وقت يحذر فيه المجتمع الدولي من الانهيار الكامل للوضع الإنساني في غزة.

وتحت وطأة هذا العدوان المستمر لليوم الخامس والأربعين منذ استئنافه، أطلقت منظمات أممية تحذيرات صارخة بشأن تفاقم الجوع وسوء التغذية، خاصة بين الأطفال والرضّع. وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن 80% من أطفال غزة يعانون من سوء التغذية، فيما لا يحصل 92% من الرضّع على الحد الأدنى من احتياجاتهم الغذائية الأساسية. وأضاف أن 65% من سكان القطاع لا يتوفر لهم ماء نظيف للشرب، ما ينذر بكارثة صحية وشيكة تهدد حياة مئات الآلاف.

وأعرب برنامج الأغذية العالمي عن قلقه من احتمال وقوع وفيات بسبب سوء التغذية الحاد، مؤكدًا أن الظروف الحالية تُصعّب إيصال المساعدات الغذائية والدوائية إلى المحتاجين بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي وإغلاق المعابر.

في سياق متصل، تواجه إسرائيل كارثة بيئية من نوع آخر، إذ تواصل طواقم الإطفاء جهودها منذ مساء الأربعاء لاحتواء سلسلة حرائق ضخمة اندلعت جنوب غرب القدس. وتشير التقارير إلى مشاركة 119 فريق إطفاء في عمليات المكافحة، مدعومين بثماني طائرات إطفاء من قبرص وإيطاليا. وأسفرت هذه الجهود عن إصابة 17 عنصرًا من فرق الإطفاء، نُقل اثنان منهم إلى المستشفى لتلقي العلاج.

وبحسب تقديرات “الصندوق الدائم لإسرائيل”، التهمت النيران نحو 24 ألف دونم من الأراضي الحرجية، ما يجعل هذا الحريق من بين الأضخم في تاريخ إسرائيل. وأكدت المصادر أن “غابة كندا” احترقت بالكامل، فيما تعرضت “غابة إشتاؤول” لأضرار فادحة.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى