الندية – بقلم ا د / صابر حارص

الندية بين طرفين غير متماثلين بحجة المساواة والعدل هي سوء فهم وقلة تربية ونقص في الأدب، ولا يمكن لزوجة مثلا تؤمن بالندية مع زوجها وإلا وعاشت في فشل وتوتر أو عاش زوجها في قهر وتخنث ..
ويرتبط بالندية معنى آخر يزيد النار إشعالا، وهو المنافسة، فيصبح هم الزوجة أو الزوج التفوق على الآخر دون إدراك أنهما مؤسسة واحدة ..
والأخطر من ذلك ما يرتبط بالندية في أصلها اللغوي ندَّدَ يندِّد تنديدًا..
وندَّدت الزوجة بزوجها أي صرّحت بعيوبه، وشَهَرت به، وفضحته على الملأ، ورفعت صوتَهُا عليه، وأَسْمَعَتهُ القَبِيحَ من لسانها ..
وكل ذلك بسبب سوء فهم، ونقص تربية في مفهوم القوامة، الذي دمرته الثقافة، وقلبته، وعكسته، فتؤمن تارة بقوامة الأب وترفض قوامة الزوج، وتارة أخرى لا بقوامة أب ولا بقوامة أخ، ولا بقوامة زوج ..
وما دخلت الندية في علاقة غير متماثلة إلا وأفسدتها، ففسدت علاقة الأخ مع الأكبر، وعلاقة التلميذ مع الأستاذ، وعلاقة القارئ مع شيخه..






