أردوغان يربط أمن الإمدادات باستقرار الدول

في ظل تزايد التوترات الجيوسياسية حول العالم، شدّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أهمية الطاقة كمحور أساسي لفهم هذه الاضطرابات. خلال كلمة ألقاها اليوم الأربعاء في العاصمة أنقرة، بمناسبة افتتاح مشاريع استثمارية جديدة في قطاع الطاقة المتجددة، أكد أردوغان أن سباق الطاقة بات مفتاحًا لفهم ما يحدث في الساحة الدولية، ولا يمكن فصل أزمات العالم الحالية عنه.
ونقلت وكالة “الأناضول” عن أردوغان تأكيده أن “أمن إمدادات الطاقة تحول إلى مسألة وجودية لكل الدول”، موضحًا أن المناطق التي تشهد توترات متزايدة، من إفريقيا إلى آسيا، مرورًا بالشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية، جميعها تتأثر بصراع الطاقة العالمي. واعتبر الرئيس التركي أن هذه التوترات ليست مجرد خلافات سياسية أو عسكرية فحسب، بل تعكس أيضًا صراعًا استراتيجيًا على مصادر الطاقة وطرق إمدادها.
وتطرق أردوغان إلى الإنجازات التي حققتها بلاده في هذا المجال، مشيرًا إلى أن تركيا “غيّرت حظها العاثر” من خلال اكتشافات الغاز الطبيعي في البحر الأسود والنفط في منطقة غابار. وأكد أن هذه الاكتشافات عززت من موقع تركيا على خارطة الطاقة العالمية، إلى جانب مشروع محطة “أق قويو” للطاقة النووية، الذي وصفه بأنه نقلة نوعية في مجال الطاقة المستدامة.
وفي رؤيته المستقبلية، كشف أردوغان عن هدف بلاده الطموح بزيادة القدرة المركبة من مصادر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح إلى 120 ألف ميغاواط بحلول عام 2035، في خطوة تستهدف تعزيز استقلالية تركيا في مجال الطاقة وتقليل الاعتماد على المصادر الخارجية.
تصريحات الرئيس التركي تعكس إدراكًا متزايدًا للدور المحوري الذي تلعبه الطاقة في تشكيل السياسات الدولية وتوجيه بوصلة الأمن والاستقرار، في وقت تتحول فيه الجغرافيا السياسية إلى ساحة مفتوحة لصراعات الموارد.