العريش – محمود الشوربجي
بدأت ظهور ملامح أعمدة البناء لجامعة الأزهر الشريف فرع العريش للظهور على أرض الواقع، وذلك بعد سنوات طويلة من البحث والدراسة والموافقة، قبل أيام بدأ العمل في إنشاء القواعد الأساسية للبناء ومن ثم تم استكمال الأعمدة الخاصة بالإنشاءات كلها بجهود تطوعية وتبرعات عينية؛ ومنذ عشرات السنوات ويحلم أهالي سيناء عموما بإنشاء فرع جامعة الأزهر الشريف على أرضها بدلا من تكبد الطلاب والدارسين تكاليف وعناء السفر خارج محافظة شمال سيناء؛ لكن الأحلام لا تموت، وها هو الحلم بدأ يتحقق على أرض سيناء.
وأحدث ظهور البناء على أرض الواقع ردود أفعال واسعة وسط فرحة عارمة من أهالي سيناء، إلى جانب من هم كانوا مهتمين بالفكرة في بدايتها والسعي لتحقيقها فعليا، وفي حديث خاص لـ «صوت الأمة العربية»، قال فضيلة الشيخ الدكتور أمين عبد الواجد أمين، كيل وزارة الأوقاف السابق لشؤون المساجد والقرآن الكريم، الداعية الإسلامي، إن فرع جامعة الأزهر الشريف بشمال سيناء هو بمثابة شعاع نور يضيء ربوع سيناء المقدسة، ولا سيما كونه في مقدمة تنمية سيناء بالجهود الذاتية المخلصة من رجال مخلصين لبلدهم ووطنهم؛ مشيرًا أنهم يحملون على عاتقهم مصابيح الهدي للأجيال القادمة، ويضمنون بذلك الفهم الصحيح لسماحة الإسلام دون إفراط أو تفريط ومن غير تساهل وتسيب ومن غير تشدد وهذا لا يكون إلا بالمنهج الأزهري العريق.
وأضاف أمين، خلال حديثه، أن المنهج الأزهري العريق يقف حارسًا للدين وحصنًا حصينًا للإسلام من التيارات الوافدة والتيارات الراكدة. مشيرا أنه التقى مع الأستاذ عبد الكريم بدوي، والسيد اللواء عبد الفتاح حرحور، مرات متعددة لوضع خطوات هذا الطريق، لافتًا أن الأوضاع التي شهدتها سيناء خلال السنوات الماضية حالت دون ذلك؛ وكذلك قيادات المنطقة الأزهرية من أكثر من خمسة عشر عامًا وهم يعملون على إتمام بناء فرع لجامعة الأزهر الشريف؛ ولهم جهود طيبة في هذا العمل، وهم الأستاذ الشيخ جنيدي الطنطاوي، والشيخ أبو القاسم، والأستاذ محمد موسى، وغيرهم من قيادات المنطقة الأزهرية هؤلاء لهم أجرهم ونورهم عند ربهم.
وتابع فضيلته، أن التبرع بالأرض من طرف الحاج عبد الكريم هو رأس هذا الخير العظيم لأبناء سيناء إلى يوم القيامة، طالما يذكر الله ويتلى كتاب الله ويدرس الفقه والتفسير والحديث والسيرة النبوية مما يشكل ثقافة أزهرية تتعامل مع الخلق وتعبد الخالق سبحانه وتعالى؛ لافتًا أن هذه المؤسسة التي ظلت أكثر من ألف عام ترسل الدعاة والعلماء إلى العالم كله حتى إلى البلد التي نزل فيها الإسلام وبذلك يحمي الأزهر وعلماؤه الناس من الذين يريدون أن ينالوا منه ومن علمائه حتى لا يتمكنوا من تحويل مرجعية المسلمين إلى وجهات أخرى.
وأردف قائلًا؛ سوف يستمر الأزهر في مكانته العالية وفي القيام بمسئوليته الكبري عن حماية الإسلام وسوف يحميه الله لكي يستمر في مواجهة أعداء الحضارة الداعين إلى انغلاق العقول وقمع حرية التفكير ورفض التجديد في الفكر الديني، وهم الذين تسببوا في تخلف الدول الإسلامية عن مسايرة الحضارة العالمية.
لفت فضيلته أن الأزهر يرفض فرض رأي واحد أو فكر أو مذهب واحد يدعي أنه المعبر عن الإسلام، ولذلك يحرص الأزهر على تدريس جميع المذاهب على اختلافها، ويجمع بين فقه الأحكام وفقه الواقع، أي أنه يجمع بين الأصول الثابتة.
ودعا فضيلته كل من له استطاعة في انجاز وتيسير بناء جامعة الأزهر فرع سيناء بالعريش أن يساهم بالكلمة الطيبة وبالدعاء للقائمين على إتمام هذا الصرح العلمي أو يساهم بما يستطيع، الأمر الذي من شأنه أن يعجل ببدء الدراسة الأزهرية الجامعية على أرض الفيروز؛ متمنيًا أن يتم انتهاء بناء هذه الجامعة في عهد اللواء الدكتور محمد عبد الفضيل شوشة، محافظ شمال سيناء الحالي.