المسيرات المجهولة: تحقيقات مستمرة ونظريات متضاربة

في الولايات المتحدة، يكتنف الغموض قضية تحليق أجسام طائرة مجهولة، المسيرات المجهولة في سماء شرق البلاد، ما أثار قلقا شعبيا واسعا وأشعل نقاشا محتدما حول طبيعتها ومصدرها. بعد قرابة شهر على بدء هذه الظاهرة. ورغم هذا القلق، اكتفت السلطات الأميركية بالتأكيد على أن هذه الأجسام لا تمثل تهديداً مباشراً للأمن العام أو القومي.
تصريحات المسؤولين
جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، أوضح أن الصور المتاحة تشير إلى أن العديد من المشاهدات المبلغ عنها تعود لطائرات مأهولة، وليس بالضرورة مسيّرات. ومع ذلك، واجهت الحكومة انتقادات لضعف تواصلها مع الجمهور بشأن هذه الأزمة، وفقاً لتقرير “بي بي سي”.
تركزت التقارير حول ولاية نيو جيرسي، حيث شوهدت هذه الأجسام منذ منتصف نوفمبر، خصوصا قرب نهر راريتان وخزان راوند فالي. كما رصدت في مواقع حساسة مثل منشآت عسكرية ومحيط ملعب الغولف الخاص بالرئيس المنتخب دونالد ترامب. وشملت المشاهدات مناطق أخرى مثل مدينة نيويورك وولايات كونيتيكت وماريلاند.
في أوروبا، أكد سلاح الجو الأميركي ظهور مسيّرت مجهولة الهوية فوق ثلاث قواعد جوية في بريطانيا، وسط شكوك حول مسؤولية جهة حكومية عن هذا النشاط.
التفسيرات والتحقيقات
بينما تقلل السلطات من خطورة الظاهرة، تواصل التحقيقات لمعرفة طبيعة هذه الأجسام. وذكرت وزارة الأمن الداخلي أنها تخصص موارد كبيرة للبحث، رغم عدم وجود أدلة حالية تشير إلى تهديد مباشر.
حتى الآن، لم يتم تحديد الجهة التي تشغل هذه الأجسام. ورداً على تكهنات بشأن احتمال ارتباطها بسفينة إيرانية أو الصين. كما نفت وزارة الدفاع وجود أدلة تدعم ذلك، مؤكدة غياب أي “مصدر أجنبي” وراء هذه الأجسام.
دعا مشرعون إلى إسقاط المسيرات لتحليلها. بينما فرضت إدارة الطيران الفيدرالية قيودا مؤقتة على تحليق المسيرات في بعض المناطق، مهددة بغرامات تصل إلى 75 ألف دولار لمخالفي القوانين. كما حذرت السلطات من أن أي محاولات لإسقاط المسيرات باستخدام أسلحة شخصية تعد غير قانونية.
يبقى ملف المسيرات مجهولة الهوية مفتوحا. بينما تعكف السلطات على جمع المزيد من البيانات لتبديد المخاوف وطمأنة المواطنين بشأن هذه الظاهرة الغامضة.






