محمد علامه: منصة “وجود”: نافذة جديدة للفن العربي للوصول للعالمية
في خطوة طموحة تعكس التقاء الإبداع الفني مع التحول الرقمي، تستعد منصة “وجود” لإحداث نقلة نوعية في عالم الفنون العربية، حيث تمنح الفنانين فرصة غير مسبوقة للوصول إلى جمهور عالمي. معززة بذلك مكانة الفن العربي على الساحة الدولية. خلال مشاركته في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، أكد الأستاذ محمد علامة، المدير التنفيذي للمنصة، أن “وجود” ليست مجرد مشروع تقني، بل رؤية متكاملة تهدف إلى دعم الفنانين العرب وتمكينهم من تسويق أعمالهم بطرق مبتكرة تتماشى مع متطلبات العصر الرقمي، في إطار يتوافق مع رؤية المملكة 2030 التي تولي اهتمامًا خاصًا بالاقتصاد الإبداعي.
منصة فريدة تربط الإبداع بالتقنيات الحديثة
منذ انطلاق فكرتها وحتى اقتراب موعد تدشينها الرسمي، تبلورت “وجود” كمشروع استثنائي يعد الأول من نوعه عربيا، وربما عالميا. في تقديم تجربة متكاملة للفنانين بمختلف تخصصاتهم، سواء كانوا رسامين، مصممين، خطاطين أو مصورين. وتتيح المنصة للفنانين عرض أعمالهم الرقمية والمطبوعة والأصلية، مع توفير خيارات بيع متعددة تناسب احتياجات السوق المعاصر.
يؤكد علامة أن “وجود” لا تكتفي بتقديم مساحة عرض للفنانين، بل تسهم في تعزيز العائد الاقتصادي لهم، حيث تمنحهم نسبة أرباح تصل إلى 60%، وهي من أعلى النسب المتاحة عالميا. ما يعكس التزام المنصة بدعم الإبداع وتقدير الموهوبين. ويضيف بفخر: “ما نقدمه يتجاوز كونه مجرد خدمة؛ إنه دعم حقيقي للفنان العربي، لضمان وصول أعماله إلى العالمية بأفضل صورة ممكنة.”
إطلاق مرتقب بدعم وثقة الفنانين
تستعد “وجود” للإطلاق الرسمي في أبريل 2025، وسط زخم كبير وثقة متزايدة من قبل الفنانين العرب، حيث تمكنت المنصة حتى الآن من استقطاب أكثر من 80 فنانًا، ممن وجدوا فيها فرصة مثالية لتقديم أعمالهم في بيئة احترافية. يتحدث علامة عن التحديات التي واجهها المشروع منذ بداياته. مشيرا إلى أن الدعم الذي توفره حكومة المملكة العربية السعودية كان عاملًا رئيسيًا في تحويل هذا الحلم إلى واقع ملموس. ويوضح: “الطريق لم يكن سهلا، لكن الإيمان بالفكرة والالتزام بتنفيذها على أعلى مستوى جعلا النجاح ممكنًا. هذه التجربة دليل على أن الإرادة الصادقة والعمل الجاد قادران على تجاوز أي عقبات.”
تعزيز التحول الرقمي وتحفيز الاقتصاد الإبداعي
تتبنى وجود أهدافا استراتيجية طموحة تسعى من خلالها إلى إحداث تأثير واسع النطاق حيث تسهم في تعزيز التحول الرقمي من خلال تقديم منصة تفاعلية تسهل على الفنانين عرض وبيع أعمالهم عالميا وإيصال الفن العربي إلى الجمهور الدولي بطرق تواكب العصر مع الحفاظ على هويته الثقافية الغنية وتحفيز الاقتصاد الإبداعي عبر دمج الفنون بالتكنولوجيا ما يفتح آفاقًا اقتصادية جديدة للمبدعين.
وفي هذا السياق، يؤكد علامة: “نطمح لأن تصبح ‘وجود’ المنصة الرائدة للفن العربي عالميا، وجسرا يربط الفنانين بالمقتنين ومحبي الفنون من مختلف أنحاء العالم. نحن نؤمن بأن الفن العربي يستحق أن يُعرض في أفضل صورة، وأن يكون له حضوره القوي في المشهد الفني الدولي.”
رسالة ملهمة للمبدعين ورواد الأعمال
يختتم علامة حديثه برسالة تشجيعية للفنانين ورواد الأعمال. مؤكدا أن الإبداع لا يعرف الحدود، وأن النجاح يبدأ بفكرة جريئة وإرادة صلبة. ويضيف: “مهما كانت البدايات صعبة، فإن الاستمرار والتعلم من التجارب هما مفتاح تحقيق المستحيل. تجربة منصة ‘وجود’ دليل على أن الطموح، عندما يقترن بالعمل الجاد والدعم المناسب. يمكن أن يتحول إلى مشروع ناجح يُحدث فرقًا حقيقيًا.”
“وجود”… مستقبل الفن العربي يبدأ من هنا
مع اقتراب موعد الإطلاق الرسمي، تثبت “وجود” أنها أكثر من مجرد منصة لعرض الأعمال الفنية؛ إنها مشروع متكامل يهدف إلى إعادة رسم ملامح الفن العربي، وتقديمه إلى العالم بأسلوب يليق بتاريخه العريق وإبداعه المستمر. في ظل هذا التحول الكبير، تبدو “وجود” بوابة المستقبل التي ستمنح الفن العربي المكانة التي يستحقها عالميًا.
