
د. سعاد حسني تكتب :ما بين الهكسوس إلى ترامب.
تاريخ طويل تخطى قرون وقرون من الزمن، منذ أن جاء الهكسوس إلى مصر،. والقصد من المجيئ الاحتلال؛ حيث أن الهكسوس كانوا أول محتل لمصر، وهم جماعة من الرعاة أتوا من شمال أسيا. فمنذ هذا التاريخ حلم المحتل بمصر والنيل من خيراتها، وطمعا في ثرواتها. وفي المقابل من ذلك منذ هذا التاريخ أيضا يتصدى الشعب المصري لعدوه، ويقف على قلب رجل واحد، ومعهم الجيش. فعند وجود ذاك المحتل ( الهكسوس) تجمع أمراء مصر بقيادة أحمس؛ فمنهم من قدم الجنود ومنهم من قدم الأموال، وآخر قدم الأسلحة، وعربات الحرب، وهكذا التف الأمراء والشعب حول أحمس إلى أن طردوا الهكسوس طردة نقراء وفروا الباقين من حيث أتوا. ليس هذا فحسب عندما أراد الهكسوس أن يميلوا أحد الجنود إليهم ويدعي ( سواتن) وأغدقوه بالأموال والهدايا فى مقابل تصويب الخنجر إلى قلب أحمس، رفض وقال عندما أصوب الخنجر لم أصوبه إلى قلب أحمس بل إلى مصر بأكملها؛ لأن أحمس يمثل مصر. هكذا هو التاريخ المصري مرورا بقمبيز، والمغول، التتار،. ولويس التاسع وقبله نابليون ثم الإنجليز، و الولاية العثمانية وسلاطينها، وأخيرا اليهود ( الإسرائلين). فالتاريخ يشهد ويسجل أن مصر بكل ما فيها لا تقبل الانكسار ولا الاحتلال، ولا التحكم في مصيرها. والعالم بأسره يعترف بهذا التاريخ المشرف جيدآ، ولكن قد يكون (ترامب) في غفلة من هذا التاريخ أو يحاول أن يغفل؛ ولكنه عليه أن يكون أي مايكون فليجرب وليحاول حتى يلقى مصير ما سبقوه من الغفلاء بتاريخ مصر، ومجدها.