أخبارتقارير و تحقيقات

خطة ترامب السرية.. كيف يرتبط تهجير الفلسطينيين بالصراع التجاري العالمي؟..سمير فرج يفند

 

أثار اللواء سمير فرج، المفكر الاستراتيجي، جدلا واسعا خلال لقائه مع الإعلامي أحمد موسى في برنامج “على مسئوليتي”، حيث كشف أبعادا جديدة للمخطط الأمريكي الذي يستهدف تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى دول الجوار. وأوضح أن هذا المخطط لا يقتصر على الأبعاد السياسية فحسب. بل يتداخل مع الصراع التجاري العالمي، حيث تسعى واشنطن إلى ضرب المشاريع الاقتصادية للصين وفرض هيمنتها على طرق التجارة الدولية.

ووفقًا لفرج، فإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يخطط لإشعال حرب تجارية عالمية، في الوقت الذي تقوم فيه الصين ببناء أضخم سفينة حاويات في العالم بسعة 24 ألف حاوية.  والتي ستعبر من خلال الموانئ المصرية. وأشار إلى أن الدولة المصرية في طريقها لتصبح مركزا عالميا لتداول الحاويات. وهو ما يثير مخاوف الولايات المتحدة التي تسعى لعرقلة توسع الصين في التجارة العالمية.

وأضاف فرج أن المخطط الأمريكي يتضمن السيطرة على قطاع غزة كجزء من خطة لضرب الممر التجاري الصيني، موضحًا أن إسرائيل كانت قد اقترحت سابقًا إنشاء “قناة بن غوريون”. وهو مشروع قناة مائية تربط بين خليج العقبة والبحر الأبيض المتوسط، بطول 292.9 كم، وبتكلفة تقدر بـ 16 مليار دولار. وأشار إلى أن هذا المشروع كان يهدف إلى منافسة قناة السويس المصرية، لكن عوائق تقنية وسياسية حالت دون تنفيذه.

وأكد فرج أن استهداف غزة يتجاوز البعد السياسي المرتبط بالقضية الفلسطينية، ليصل إلى كونه جزءا من الصراع الاقتصادي بين القوى الكبرى. ووفقا له. فإن ترامب يرى في عسقلان نقطة انطلاق لضرب الصين اقتصاديا. حيث يسعى للسيطرة على الممرات التجارية الحيوية وحرمان بكين من استخدامها كجزء من مشروع “طريق الحرير” العملاق.

في المقابل، كشف فرج عن مشروعات مصرية جديدة لمواجهة أي تهديد لمكانة قناة السويس. حيث يجري العمل على إنشاء ميناء عالمي في طابا والعريش. مزود بأحدث التقنيات وربطهما بسكة حديد تمتد بين المدينتين، مما يعزز مكانة مصر كمركز رئيسي لحركة التجارة العالمية.

ويعود الحديث عن مشروع قناة بن غوريون إلى عقود مضت. حيث طرحت وزارة الطاقة الأمريكية ومختبر لورانس ليفرمور الوطني في عام 1963 خطة سرية لحفر القناة باستخدام 520 قنبلة نووية لتفجير تلال وادي النقب. وهو ما كشف عنه بعد رفع السرية عن الوثائق في عام 1993. ومع أن المشروع لم ينفذ. فإن عودة الحديث عنه في سياق التنافس التجاري العالمي يؤكد مدى تأثيره المحتمل على المشهد الجيوسياسي والاقتصادي.

التطورات الحالية تعكس مدى الترابط بين الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط والصراعات الاقتصادية العالمية. حيث لم يعد الصراع على غزة يقتصر على كونه قضية إقليمية. بل تحول إلى ورقة في لعبة النفوذ بين القوى الكبرى، في ظل محاولات إعادة رسم خريطة التجارة العالمية.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى