ترامب يهاجم زيلينسكي ويصفه بالديكتاتور: صراع التصريحات يشتعل بين واشنطن وكييف

في تصعيد جديد للخلافات الأمريكية الأوكرانية، واصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هجومه الحاد على نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، متهما إياه بأنه “ديكتاتور بلا انتخابات”. معربا عن استيائه من استمرار الدعم الأمريكي لكييف في حربها ضد روسيا، والتي يرى أنها صراع غير رابح للولايات المتحدة.
اشتباك سياسي وتصعيد في الخطاب
بدأت المواجهة الكلامية بين ترامب وزيلينسكي مع إعلان واشنطن انخراطها في محادثات بشأن الحرب الروسية الأوكرانية دون مشاركة كييف أو حلفائها الأوروبيين، وهو ما أثار انتقادات واسعة. المحادثات التي استضافتها السعودية، جمعت وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ونظيره الروسي سيرجي لافروف، بينما تم استبعاد أوكرانيا تمامًا من المشهد.
ترامب، عبر منصته “تروث سوشيال”، انتقد بشدة حجم الدعم المالي الأمريكي لأوكرانيا، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة أنفقت ما يقارب 200 مليار دولار إضافية مقارنة بالدول الأوروبية، دون أن تحقق أي مكاسب تذكر، فيما استفادت أوروبا بضمانات مالية مباشرة.
“حرب لا يمكن أن تفوز بها أمريكا”
وصف ترامب زيلينسكي بأنه “ديكتاتور تسبب في جر الولايات المتحدة إلى صراع لا يمكن الانتصار فيه”، متسائلًا عن كيفية تمكن الرئيس الأوكراني، الذي بدأ حياته المهنية كممثل كوميدي، من إقناع واشنطن بإنفاق 350 مليار دولار على حرب كان من الأفضل عدم الانخراط فيها منذ البداية.
لم يكتفِ الرئيس الأمريكي السابق بذلك، بل أشار إلى أن زيلينسكي أقر بأن نصف الأموال التي تلقتها أوكرانيا “مفقودة”، واتهمه بعدم إجراء الانتخابات رغم تراجع شعبيته في استطلاعات الرأي المحلية، معتبرًا أن الرئيس الأوكراني استفاد بشكل كبير من علاقته بإدارة جو بايدن. كما حذر ترامب زيلينسكي من أنه إذا لم يتحرك سريعًا، فقد يجد نفسه بلا دولة ليحكمها.
طموحات ترامب الاقتصادية في أوكرانيا
تصريحات ترامب لم تقتصر على الانتقادات السياسية، بل شملت أيضًا كشفًا عن طموحاته الاقتصادية في أوكرانيا، حيث كشف قبل أسبوع عن رغبته في استغلال احتياطات المعادن النادرة في البلاد مقابل تقديم مساعدات مستقبلية. ووفقًا لتقارير إعلامية، قدمت إدارة ترامب مقترحًا لكييف يمنح واشنطن حق امتلاك 50% من المعادن الأرضية النادرة الأوكرانية مقابل دعم عسكري وسياسي، وهو ما قوبل برفض صارم من زيلينسكي، الذي أكد أن العرض يفتقد إلى “الضمانات الأمنية”.
انتقادات أوروبية ودولية لموقف ترامب
لم تمر تصريحات ترامب مرور الكرام، حيث تعرض لانتقادات حادة من حلفاء أوكرانيا في أوروبا وخارجها. زعيم الديمقراطيين الليبراليين في المملكة المتحدة، إيد ديفي، طالب رئيس الوزراء البريطاني بضرورة التصدي لخطاب ترامب بشأن أوكرانيا، معتبرًا أن تكراره لدعاية موسكو “أمر مثير للقلق”.
من جانبه، شدد وزير الدفاع الأسترالي، ريتشارد مارليس، على ضرورة التفاوض وفق شروط أوكرانيا، معتبرًا أن روسيا هي المعتدي، بينما وصف زعيم حزب المعارضة الليبرالي الأسترالي، بيتر داتون، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه “ديكتاتور قاتل” لا ينبغي منحه أي تنازلات.
في ألمانيا، رفض المستشار أولاف شولتس تصريحات ترامب، مؤكدًا أن التشكيك في شرعية زيلينسكي “أمر خاطئ وخطير”، فيما اعتبر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن تعليق الانتخابات في أوكرانيا أثناء الحرب أمر مبرر تمامًا، تمامًا كما فعلت بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية.
لقاء مرتقب بين زيلينسكي ومبعوث أمريكي
في ظل هذه التطورات المتسارعة، من المقرر أن يلتقي زيلينسكي اليوم الخميس مع كيث كيلوج، المبعوث الأمريكي إلى روسيا وأوكرانيا، في العاصمة كييف. ووفقًا لمصادر رسمية، فإن اللقاء سيركز على بحث سبل التعاون بين كييف وواشنطن، في محاولة لإعادة صياغة العلاقة التي توترت بشدة بعد تصريحات ترامب.
وفي رسالة نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، أكد زيلينسكي أن “السلام يمكن أن يكون أكثر أمنًا مع الولايات المتحدة وأوروبا”، مشددًا على أهمية استمرار المناقشات والتعاون الشامل بين الطرفين.
يذكر أن زيلينسكي كان من المقرر أن تنتهي فترة ولايته في مايو 2024، إلا أن استمرار الأحكام العرفية بسبب الحرب الروسية الأوكرانية أدى إلى تعليق الانتخابات. وهو ما أثار مزيدا من الجدل حول شرعيته في الحكم، خاصة في ظل الهجوم المستمر من ترامب وحلفائه.