تحويل العتبة: خطة لإعادة تنظيم حركة المرور وتحقيق الاستدامة في القاهرة
تتعاون محافظة القاهرة مع وزارة التنمية المحلية وبرنامج الهبيتات التابع للأمم المتحدة في تنفيذ خطة تطوير شاملة تهدف إلى إعادة تنظيم وتطوير أكثر الأماكن ازدحامًا في العاصمة، منطقة العتبة. يهدف المشروع إلى القضاء على الأزمات المرورية المستمرة وتحسين البيئة العمرانية بشكل يتماشى مع النمو الحضري المتزايد. مما سيساهم في تحقيق توازن بين الراحة العامة والتجارة المنظمة. من خلال خطة استراتيجية مبتكرة، بدأ العمل في إخلاء ثلاثة شوارع حيوية في حي الموسكي من الباعة الجائلين، تمهيدًا لتنفيذ هذا المشروع الذي يضع الأسس لعودة هؤلاء البائعين بطريقة أكثر تنظيمًا وتنسيقًا.
تفاصيل خطة التطوير في منطقة العتبة
بدأت الأعمال الفعلية بتطوير شوارع الجوهرى والعسيلى ويوسف نجيب بالموسكي. حيث تم نقل الباعة الجائلين إلى جراج العتبة بشكل مؤقت حتى اكتمال أعمال التطوير. وفي إطار الخطة الجديدة، سيتم إعادة الباعة إلى شوارعهم ولكن بطريقة منظمة، حيث سيحصل كل بائع على طاولة خشبية مرقمة لنقل بضائعه. وستثبت هذه الطاولات بمحاذاة الأرصفة، مما يسهم في توفير مساحات مرورية أكبر وتحقيق التنسيق في المكان.
وتشمل أعمال التطوير في العتبة أيضًا إعادة تأهيل شبكات الصرف الصحي والمياه، بالإضافة إلى إنشاء شبكة خاصة للحماية المدنية للتعامل السريع مع حالات الطوارئ مثل الحرائق. وتجرى أعمال تجهيز للطاولات الخشبية التي ستُثبت في الشوارع المطورة، مع وجود لجان متابعة مستمرة لضمان عدم عودة العشوائية، فضلاً عن دهان واجهات العقارات المطلة على الشوارع الرئيسية.
تصريحات المسؤولين حول المشروع
أوضح الدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، أن خطة تطوير منطقة العتبة تشمل حصر جميع الباعة الجائلين في الشوارع المستهدفة، وتوفير أماكن بديلة مؤقتة لهم. كما أشار إلى أنه سيتم تخصيص لكل بائع طاولة خشبية خاصة به، ولن يُسمح له بنقلها أو بيعها، بما يضمن تنظيم السوق وحفظ حقوق جميع الأطراف. بما في ذلك أصحاب المحال التجارية.
وأضاف المحافظ في تصريحات صحفية أنه يتم حاليا متابعة أعمال إزالة الوصلات الكهربائية العشوائية بالتعاون مع شركة الكهرباء، وذلك بالتزامن مع أعمال التطوير الجارية في الشوارع التي تم إخلاؤها من الباعة. كما أشار إلى أن أعمال تطوير البنية التحتية في الشوارع تشمل إعادة تبليط الطرق بعد الانتهاء من الأعمال الرئيسية. على أن يتم بعدها إرجاع الباعة إلى الشوارع بنظام أكثر تطورًا.
الرقابة والتطبيق على المدى الطويل
كشف محافظ القاهرة عن أن خطة التطوير ستتضمن أيضا وضع آليات رقابية صارمة من خلال لجان متابعة لضمان الانضباط ومنع عودة العشوائية مرة أخرى. ومن المتوقع أن يتم تطبيق هذا النموذج التدريجي على باقي الشوارع المحيطة بالمنطقة بعد الانتهاء من تطوير الشوارع الحالية.
وأشار إلى أن الشوارع ستخضع لعملية تنظيم شاملة، حيث سيتم تخصيص الأرصفة للمشاة، في حين تخصص وسط الشارع لحركة السيارات. مع تخصيص الأماكن المعدة للبائعين أمام الأرصفة. كما سيتم تزويد المنطقة بحنفيات للحريق ضمن نظام حماية متكامل لضمان سلامة المنطقة.
تحسين الصورة الحضارية للمنطقة
من ضمن ما يتضمنه المشروع هو تحسين المظهر العام للمنطقة. حيث يتم طلاء واجهات العقارات بما يتناسب مع الطابع الحضاري والجمالي للمنطقة. كما تجري مراجعة شاملة لكافة المرافق والخدمات لتلبية احتياجات سكان وزوار المنطقة. وستسهم هذه الأعمال في رفع كفاءة المنطقة بالكامل، وتحقيق تكامل بين الاحتياجات التجارية والسكانية.
تعد هذه الخطة التطويرية نموذجا يمكن تطبيقه على العديد من المناطق التجارية في القاهرة وغيرها من المدن الكبرى، بما يساهم في إحداث تحول إيجابي في البنية التحتية والبيئة التجارية. ويجعل المنطقة أكثر قدرة على استيعاب التعداد السكاني المتزايد والأنشطة التجارية المتنوعة بشكل أكثر تنظيماً وفاعلية.
