
إسحاق روحي يكتب: محمد سامي وتسميم الأسرة المصرية وتفريغ المجتمع من أخلاقه
أظن وبعض الظن ليس إثما أن محمد سامي لو رأي مسلسل كامل العدد لدينا الشربيني وشريف سلامه سيقول ما هذا التهريج الفني لأنه لن يقتنع أن هناك مسلسل في رمضان يتم عرضه ويقدم صورة محترمة عن الأسرة المصرية وتكاتفها وتماسكها أما لو رأي مسلسل ولاد الشمس لمحمود حميدة وأحمد مالك فمؤكد سيتهم المسلسل بالتخلف لأن هناك من يحن علي الأطفال الأيتام ويقدمون أنفسهم من أجل أن يخرجوا في مجتمع نظيف نقي يسعي للعمل والاحترام.
فمنذ تخرج محمد سامي من الجامعة الامريكية هو ومي عمر وهو يري المجتمع لابد أن يكون مجتمعا عشوائيا لاقيم فيه وأن القوة والمال هما اللذان يجب أن يحكما وليس الأخلاق والقيم المجتمعية التي تأصلت في الشعب المصري منذ آلاف السنين
.. دراسة محمد سامي في الجامعة الأمريكية لم تكن لدراسة علمية فقط بل دراسة تنعكس علي المجتمع ليس للتطوير ولكن للهدم فكل الطبقات بعيدا عنه وعن طبقته فئران تجارب يجب أن يجرب فيها كل أفكاره التي يري المجتمع عليها أنه متفكك وبلطجي وليس لديه أي قيم حتي الإنسانية منها.
فعندما عرض مسلسل الأسطورة فوجئنا بأنتقام ناصر الاسطورة بأن يلبس شاب قميص نوم وسط الشارع ومن يومها وأنتشرت هذه الظاهرة وظللنا فترة طويلة نسمع عن قصص مماثلة للاسف انتشرت في المجتمع المصري. ثم جاء مسلسل نسل الإغراب ليقدم الصعيد الذي ذهب له زيارات فقط .. صعيد مليء بالغل والكراهية حتي أنني أذكر أنه صدر قرار بمنعه بعد هذا المسلسل.
ثم رأينا البرنس وتحويل العلاقات العائلية إلي دعارة وتفكك وانهيار من أجل ورشه وليس من أجل ثروة طائلة مثلا
وطبعا جميعنا نعرف مسلسل جعفر العمده والرجل الذي يشتري محل راقي لأنه منع من الدخول بالجلباب وهو السم في العسل فهو لم ينتصر للجلباب ولكن انتصر للقوة علي حساب النظام واحترام النظام فالرجل الذي منعه من الدخول أصبح يخدم عليه بعدما أشتري جعفر العمده المكان في أقل من عشرة دقائق.
كل أفكار مسلسلاته تصب في تفكيك المجتمع ولكن كما قلت بدس السم في العسل فتجده يستخدم عدة لزمات تعلق مع الجيل الجديد حتي لو كانت ضد المجتمع والاخلاق وطبعا فكاهه مصطنعة اثناء الانتقام فتمر مرور الكرام
محمد سامي يلعب علي التابو ولكن بطريقة الهدم وليس الحقائق فاتحفنا هذا العام بجرعة مكثفة من الابتذال المغلف بالايحاءات التي يفهمها حتي الطفل الصغير إنها افيهات جنسية فاضحة بكلمات عادية مثل وحياة أمك فترد عليها الأخري وحياة أم أمك … وقس علي ذلك اعماله المتعددة واتحدي يوجد مسلسل ليس به تلميحات وتفكيك وانتقام وخيانه من كل المسلسلات التي كتبها وأخرجها.
تربع علي عرش التفاهه والتفكك مسلسل إش إش والذي بطلته راقصه وهي الماده الدسمة للتبجح والتعري وطبعا المسلسل يؤكد أنه لاتوجد أسرة مصرية من الاساس فحتي لو كانت راقصة ليس من المنطقي أن تقول لها اخلاص ” ده ذي ابوكي فترد اش اش ملعون ابويا” .. حتي في اسوأ الطبقات انحطاطا لم نسمع مثل ذلك.
عد بذاكرتك وحلل مسلسل جعفر العمدة تأليف وإخراج وتأمل مسلسل سيد الناس أيضا تأليف وإخراج وهو الذي سيخرج علينا المجتمع فيه بلزمة أحمد زاهر الذي يحلف بعرض أخته ونفس الأمر ينطبق علي مسلسل البرنس.
أعمال محمد سامي مخططة بدقة شديدة موجهه للمجتمع الذي لم يستطع احد يخترقه فقرر هو تغييره بالفن. الفن الذي كان يغير الأسوأ للأفضل أصبح العكس هو الصحيح. كيف تحول مجتمع يحيا عاداته وتقاليده ويتمسك بها إلي مجتمع يتحكم فيه الأسوا دائما ويجب أن يقلده.
القضية ليست عقاب مخرج بالغرامات التي قد تفرض علي المسلسلات التي تخرج عن النص. ولكن المسألة أنه يجب أن تري الرقابة هذه الاعمال قبل عرضها علي الشاشة التي تدخل كل البيوت المصرية. بل وكل البيوت العربية فترى فينا كل الدول إننا تحولنا إلى شعب سيء مليء بالشر والخيانه والالفاظ الخارجة. حتي لو كان الممول خليجي فهذا يعني إننا أصبحنا شعب للتجارب فقط.
مصر التي في عين الشعب المصري التي لايراها محمد سامي وزوجته هي مائدة إفطار المطرية. التي أبهرت العالم وهي تزيين الكنائس والمساجد بزينة رمضان، هي السيدة زينب الخالية من جعفر العمدة. وهي الحارة المصرية التي ليس بها الاسطورة. وهي الشباب الذي يعرض نفسه للخطر من أجل انقاذ شقة من حريق في فيصل.
لو أردت أن تعرف تأثير الأسوأ علينا أنظر كم قهوة ومحل تم تسميته بالاسطورة. بل هناك قنوات البث المسروقة والنصابة سمت نفسها جعفر العمدة… تحولت أش أش إلى مطالبتها بأن ينادونها مس إش إش حتي ينغرس في نفس الأطفال. إن كل من يقولون لها يا مس قد يكون عملها راقصة وليست معلمة أجيال.
هذا المقال قد يمتد إلى ما شاء الله. لأن كل الأعمال التي يقدمها محمد سامي ما هي إلا سم يسري في جسد المجتمع من أجل تدميره. ولابد من عرض أعماله على خبراء علم الاجتماع بل وعلم النفس قبل عرضها على الشاشة التي تدخل بيوتنا. ونتعاير بها ممن يحيون خارج مصر ويقولونها بالنص “دي بلدكم” فمن ينقذ مصر من محمد سامي والذين ورائه.