أخبارتقارير و تحقيقات

إسرائيل تحذر إيران بعد هجوم الحوثيين على تل أبيب: كاتس يتوعد برد مماثل لما حدث في غزة

 

في تصعيد جديد ينذر بتوسيع رقعة الصراع في الشرق الأوسط، وجه وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس تحذيرًا شديد اللهجة إلى إيران، متوعدًا إياها بـ”رد مماثل لما قامت به إسرائيل ضد حماس في غزة”، وذلك في أعقاب الهجوم الصاروخي الذي نفذه الحوثيون، المدعومون من طهران، باتجاه مطار بن غوريون في تل أبيب. التحذير الإسرائيلي جاء في لحظة توتر إقليمي متزايد، وسط تصعيد مستمر منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة في السابع من أكتوبر 2023، وما تبعها من هجمات متعددة نفذتها الجماعة الحوثية على أهداف إسرائيلية في الداخل وفي البحر الأحمر.

في بيان رسمي صدر عن مكتبه، قال كاتس إن إيران تتحمل مسؤولية مباشرة عن الهجوم الحوثي، مشيرًا إلى أن “أسلوب الحروب بالوكالة قد انتهى”، مضيفًا: “ما فعلناه بحزب الله في بيروت، وبحماس في غزة، وبالأسد في دمشق، وبالحوثيين في اليمن، سنفعله بكم في طهران أيضا”. التصريحات جاءت بعد أن سقط صاروخ حوثي، أُطلق فجر الأحد، في محيط مطار بن غوريون، ما أدى إلى إصابة عدد من الأشخاص بجروح طفيفة وتعطيل مؤقت لحركة الملاحة الجوية.

وردًا على الهجوم، شن الجيش الإسرائيلي سلسلة من الضربات الجوية على أهداف حوثية في اليمن، مستهدفًا مطار صنعاء الذي وصفته تل أبيب بأنه “نقطة تشغيل إرهابية تُستخدم لنقل الأسلحة والمقاتلين”. كما استهدفت الضربات منشآت في محافظة الحديدة الساحلية، ضمن حملة قالت إسرائيل إنها تهدف إلى تحييد البنية التحتية العسكرية للحوثيين.

التصعيد لم يقتصر على المستوى العسكري فقط، إذ صدر بيان مشترك من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع كاتس حمّلا فيه إيران المسؤولية الكاملة عن أي هجوم من قبل الحوثيين، مؤكدين أن “طهران ستتحمل العواقب كاملة”.

في خضم هذه التوترات، أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة والمتمردين الحوثيين بوساطة سلطنة عُمان. إلا أن الحوثيين سارعوا إلى إعلان رفضهم لأي تهدئة مع إسرائيل، مؤكدين استمرارهم في استهدافها واستهداف مصالحها البحرية رغم الاتفاق.

منذ بداية الحرب مع حماس، تحول الحوثيون إلى فاعل إقليمي عسكري في المواجهة مع إسرائيل، حيث أطلقوا عشرات الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة نحو الدولة العبرية، إضافة إلى استهداف السفن المرتبطة بها في البحر الأحمر، وهو ما اعتبرته تل أبيب “تهديدًا استراتيجيًا لا يمكن تجاهله”.

هذا المشهد المتداخل بين طهران وصنعاء وغزة وتل أبيب يفتح الباب على مصراعيه أمام احتمالات مواجهة أوسع، لا سيما في ظل تزايد التهديدات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، في وقت يتغير فيه شكل الحرب التقليدية إلى صراعات عابرة للحدود، تتداخل فيها الأذرع العسكرية والسياسية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى