السيسي يتساءل عن غياب مصنع لبن الأطفال في مصر

في مشهد لافت خلال مشاركته في فعاليات موسم حصاد القمح لعام 2025، أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسي تساؤلاً حمل في طياته الكثير من الدلالات حول غياب صناعة محلية أساسية، قائلاً: «لبن البودرة 45 مليون علبة.. لغاية دلوقتي ميتعملش مصنع لإنتاج لبن الأطفال في مصر؟ واستورده ميتعملش مصنع؟ امسكه في موضوع موضوع وخلصوه». تساؤل الرئيس لم يكن مجرد استفسار، بل رسالة مباشرة موجهة للمسؤولين والمستثمرين، تعكس حرصه على تقليص الاعتماد على الاستيراد في واحدة من أهم السلع الاستراتيجية المرتبطة بصحة الأجيال القادمة.
الرئيس السيسي، الذي اعتاد في خطاباته تسليط الضوء على التحديات الهيكلية التي تواجه الاقتصاد المصري، وجّه حديثه بشكل صريح إلى رجال الصناعة والغرف التجارية والمستثمرين، قائلاً: «إذا كنتم عاوزين تنقلوا بلدكم من وضع لوضع أحسن، مش هيبقا سهل.. هتبحث وتجرى وتصر على موقفك لغاية ما ربنا يسدد خطاك». وأضاف أن هذا التحول لن يتحقق إلا بإرادة حقيقية واستثمار مشترك بين الدولة والقطاع الخاص، من أجل بناء قاعدة إنتاجية وطنية تساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي وتخفيف العبء عن كاهل الدولة والمواطن.
وتطرق الرئيس إلى أهمية التحول من الدعم النقدي المباشر إلى دعم الإنتاج، قائلاً: «بدل ما أدي فلوس كل شهر في تكافل وكرامة، ممكن أدي حاجة من دي تغني الناس.. إنتاجنا في اللحوم والألبان يغني الناس». في هذا الإطار، دعا السيسي إلى شراكة متوازنة بين الحكومة والقطاع الخاص، تضمن الربح للمستثمر من جهة، وتحقيق الأمن الغذائي والاستقرار الاجتماعي من جهة أخرى، مؤكداً: «هل ده معناه الراجل اللى في القطاع الخاص ميكسبش؟ لا، يكسب».
رسائل السيسي خلال فعالية الحصاد لم تكن مجرد دعوة لافتتاح مصنع لإنتاج لبن الأطفال، بل كانت بمثابة خارطة طريق تدعو إلى تغيير جذري في فلسفة الاقتصاد الوطني، عبر بناء صناعات محلية تلبي احتياجات السوق، وتخلق فرص عمل، وتحد من الفاتورة الاستيرادية التي تستنزف موارد الدولة.
تأتي تصريحات الرئيس في وقت يشهد فيه الاقتصاد المصري تحديات كبيرة تتعلق بالتضخم وزيادة الأسعار، ما يجعل من تعزيز الإنتاج المحلي خطوة استراتيجية نحو التخفيف من الضغط على الأسر المصرية، وتحقيق قدر أكبر من الاستقلال الاقتصادي.






