أخبار

ماذا لو ضربت كارثة نووية إيران؟.. كيف يصل الخطر إلى دول أخرى؟

 

 

 

 

في ظل التوتر المتصاعد في منطقة الشرق الأوسط والنطاق الإقليمي على خلفية الهجوم على إسرائيل والرد الإيراني عليه، عاد إلى الواجهة الحديث حول المخاطر التي قد يحملها تسرب إشعاعي محتمل في إيران على دول الجوار، بما في ذلك مصر. ورغم بُعد المسافة الجغرافية التي تفصل بين طهران والقاهرة، فقد سلط الصحفي المتخصص في الشؤون العلمية، محمد منصور، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، الضوء على تأثير تسرب نووي على مصر، والعوامل التي تؤثر في وصول التلوث الإشعاعي عبر الرياح، بالإضافة إلى تحديد المناطق الأكثر عرضة للتضرر داخليا، والخطوات التي يجب اتخاذها على المستويات الوطنية والشعبية للتعامل مع مثل هذه الأزمات في حال وقوعها.

قال محمد منصور إن احتمال تأثير تسرب إشعاعي في إيران على مصر أمرٌ وارد، لكن التقديرات تتوقف على عوامل عدَّة ولا تتعلق بالمسافة الجغرافية فقط.

وأوضح منصور أن المسافة بين مصر وإيران تتجاوز 2200 كيلومتر، لكن علم التلوث الإشعاعي يبين أن الأهم في هذه المعادلة هو اتجاه الرياح، نوع التسرب، ومدى الاستجابة للتعامل مع الكارثة.

وأعطى على ذلك مثالين واقعيين، حيث وصلت تأثيرات تسرب تشيرنوبل عام 1986 إلى شمال أفريقيا، بما في ذلك أجزاء من مصر على الرغم من بعد المسافة التي تتعدى 3 آلاف كيلومتر. كذلك في حادث فوكوشيما عام 2011، وصلت مواد مشعة عبر الرياح إلى الولايات المتحدة على الرغم من وجود المحيط الهادئ بين الموقعين.

وتابع: إذا ما وقع تسرب نووي في إيران، وكان الجو مدفوعا برياح شرقية أو جنوبية شرقية – وهو احتمالٌ قائم في شهور الصيف والخريف – فإنه من الممكن أن تتجه السُّحُب المشعة نحو الأجواء المصريَّة.

وأكَّد أن خطورة الأثر تتعاظم إذا كان تسرب اليورانيوم أو البلوتونيوم بسبب انفجار في مفاعلٍ نووي أو في موقع للتخزين. عندها تتسرب كمياتٍ كبيرةٍ من الجسيمات المشعة التي يحملها الهواء على ارتفاعات مختلفة وتنتشر لاحقاً عبر الرياح والأمطار.

وأضاف أن المناطق الأقرب للتأثر في هذه الحال هي جنوب سيناء والبحر الأحمر ومحافظات القناة مثل السويس والإسماعيلية. ومع استمرار الرياح دون تغيير في الاتجاه، يصل التلوث لاحقاً إلى الوادي والدلتا لكن بنسبةٍ أقل.

وتابع أن تأثيرات التسرب على البيئة تشمل التلوث الإشعاعي في الهواء، واحتمال وصول هذه الجسيمات إلى التربة والنباتات بعد هطول الأمطار، وهو ما يزيد الخوف على المنتجات الزراعية ومصادر الماء ويؤثر على صحة الأفراد على المدى الطويل. بالإضافة إلى الأثر النفسي على المجتمع بسبب الخوف والنقص في السلع والاحتكار التي قد تنجم لاحقا بسبب الذعر.

وأكد على الفرق بين تسرب صغير ضمن حدود الموقع وبين كارثة مثل تشيرنوبل التي يصل تأثيرها إلى دول أخرى. كذلك، الرياح قد تتجه في الأصل بعيدا عنا دون أن يصل التلوث إلى الأجواء المصريَّة إطلاقاً، لكن يجب أن نكون على جاهزية للتعامل مع أسوأ السيناريوهات.

وتسأل منصور: هل توجد خطط للتعامل مع مثل هذه الأزمات؟ وهل يتم إطلاق التحذيرات في وقت مناسب؟ وهل الجمهور على قدركاف من التوعية للتصرف الصحيح؟ والرد على هذه الأسئلة في الغالب: “لا”.

وأوصى بضرورة وجود خطة طوارئ قومية للتعامل مع التسريبات الإقليمية، بالإضافة إلى توفير منظومة للتنبيه المبكر على مدار الساعة للتغيرات في الأجواء والنطاقات الملوَّثة.

كما شدد على أهمية التوعية الجماهيرية، عبر الجامعات والمدارس ووسائل الإعلام المختلفة، لكي يتم التعامل مع الأزمات بأسلوبٍ علمي مدروس دون الذعر والارتجال.

وختم منصور كلامه بالقول: “ما يحدث في إيران أبعد ظاهريا لكنه على قدر من القرب بسبب الرياح والنطاق الجغرافي. علينا أن نستعد لاحقاً بأسلوبٍ علمي، ولا نعوّل على حسن الأقدار فقط”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى