نيران في حيفا.. في الليلة الثانية إيران وإسرائيل على حافة مواجهة إقليمية شاملة
وسط تطورات متسارعة تنذر بخروج الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط عن السيطرة، تشهد الساعات الحالية تصعيدا عسكريا جديدا بين إيران وإسرائيل. يأتي هذا التطور بعد إعلان وسائل إعلام إسرائيلية اشتعال النيران في مدينة حيفا بسبب صواريخ أطلقت من الأراضي الإيرانية، في هجوم هو الأضخم منذ بداية التوتّر بين الجانبين.
وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بورود تقارير أولية تتحدث عن سقوط صواريخ بشكل مباشر في منطقتي حيفا وكريات، في وقتٍ كشف فيه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن سلاح الجو يشنّ في هذه الأثناء هجمات على أهداف عسكرية داخل العاصمة الإيرانية طهران.
وأصدرت الجبهة الداخلية الإسرائيلية تعليمات عاجلة للمستوطنين بالبقاء على مقربة من الملاجئ والامتثال للتعليمات التي تصدر لاحقًا، وسط حالة تأهب غير مسبوقة في مختلف المناطق الشمالية والوسطى في البلاد.
في المقابل، أعلن التليفزيون الإيراني أن القوات الجوية التابعة للحرس الثوري شنّت هجومًا مركّبًا على إسرائيل باستخدام صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة. وأكد أن الهجوم “جاء ردًّا على عدوان إسرائيلي على منشآت إيرانية حسّاسة”، ضمن ما وصفه بـ”ردٍّ استراتيجي على الهجمات المتكرّرة التي تنفذها تل أبيب على إيران”.
وتطور الموقف لاحقًا مع تصريح مساعد وزير الخارجية الإيراني أن إيران “ستتخذ إجراءات أخرى في منشآتها النووية دون إبلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية”، معتبرًا أن “إسرائيل قوّضت المسار الدبلوماسي، والولايات المتحدة شريكة في هذا العدوان”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي لاحقًا، في بيان رسمي، تنفيذه ضربات جوية مباشرة على العاصمة الإيرانية طهران، في وقتٍ كان فيه يتصدى لوابلٍ من صواريخ باليستية ومسيّرات إيرانية تتجه إلى مدنه. ودعا الجيش الإسرائيلي مواطنيه إلى التوجه على الفور إلى الملاجئ والامتثال للتعليمات التي تصدر لاحقًا، في ظل رفع حالة التأهب إلى أعلى درجاتها في عموم البلاد.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية مثل القناة “12” و”هآرتس” بوقوع انفجارات في مدينتِي حيفا وطمرة شمال البلاد، بالإضافة إلى إطلاق صفارات الإنذار في تل أبيب والقدس ونابلس. وتحدثت وكالة “رويترز”، بناء على شهادات عيان، عن رؤية صواريخ تخترق الأجواء فوق القدس، في وقتٍ دوّى فيه الصوت التحذيري في حيفا على مدار الدقائق التي شهدت الهجوم.
كما تداول نشطاء على مواقع التواصل مقاطع مصوّرة توثق التحليق الكثيف للصواريخ الإيرانية في سماء مدن مختلفة داخل إسرائيل في مشهدٍ يستعيد في الأذهان بداية المعارك الكبرى التي عاشتها المنطقة في السنوات السابقة.
وأكدت وسائل إعلام إيرانية رسمية أن الهجوم يتم باستخدام أكثر من 100 رأس حربي، تتضمن صواريخ باليستية بعيدة المدى، بالإضافة إلى طائرات مسيّرة عالية الدقة. وأوضحت أن هذه الأهداف شملت مواقع عسكرية واستراتيجية داخل تل أبيب ومراكز صناعية في جنوب إسرائيل.
وأفاد التليفزيون الإيراني أن الهجوم جزءٌ من “المرحلة الثانية في سياق الرَّد الاستراتيجي على عدوان إسرائيل”، في إشارة إلى الهجمات التي شنتها تل أبيب على إيران في الأيام القليلة التي سبقت هذا التحرك.
وتأتي هذه التطورات بعد أن استهدفت إسرائيل، ضمن ما وصفه مسؤولون إسرائيليون بـ”ضربة استباقية”، مواقع إيرانية داخل إيران، وهو ما اعتبرته طهران “إعلان حرب صريح”، يزيد التوتّر ويقرّب الأوضاع في المنطقة إلى مواجهة شاملة غير معلنة.
