أخبار

رئيس الوزراء: 2250 مليون قدم مكعب يوميًا من الغاز لضمان استقرار الكهرباء

في ظل تحديات إقليمية معقدة وارتفاع متوقع في استهلاك الطاقة خلال فصل الصيف، أجرى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، زيارة تفقدية إلى سفينة تغييز الغاز الطبيعي المسال “Energos Eskimo” الراسية في ميناء العين السخنة، والتي من المقرر أن تدخل الخدمة ضمن خطة الدولة لتأمين احتياجات السوق المحلية من الغاز الطبيعي. الزيارة، التي رافقه خلالها المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية وعدد من قيادات القطاع، تأتي في توقيت بالغ الأهمية، حيث تتسارع الحكومة لتأمين إمدادات الطاقة وتعزيز استقرار الشبكة الكهربائية قبل ذروة الصيف، وفي ظل توترات إقليمية متصاعدة بعد العملية العسكرية الإسرائيلية في إيران.

استمع رئيس الوزراء إلى شرح مفصل حول إمكانيات السفينة التي تبلغ طاقتها التصميمية 750 مليون قدم مكعب من الغاز يوميًا، وهي الثانية من نوعها التي يتم تشغيلها في العين السخنة بعد “Hoegh Galleon”، وذلك ضمن خطة تشغيل ثلاث سفن تغييز في يوليو المقبل، بطاقة إجمالية تصل إلى 2.25 مليار قدم مكعب يوميًا. وتعتزم الحكومة كذلك توفير سفينة رابعة احتياطية في أغسطس لتعمل من ميناء دمياط على البحر المتوسط، كجزء من استراتيجية تنويع مصادر الإمداد والاستعداد الكامل لمواجهة أي طوارئ أو نقص في الإمدادات.

أكد مدبولي خلال الجولة أن الحكومة تتحرك بخطى متسارعة لدعم البنية التحتية لقطاع الطاقة، وتأمين إمدادات الغاز بكفاءة ومرونة، مشيرًا إلى أن هذه الجهود تُنفذ بالتنسيق الكامل بين الوزارات المعنية، في إطار خطة تكاملية تضمن جاهزية منظومة الطاقة وعدم تأثرها بأي متغيرات جيوسياسية قد تطرأ في المنطقة. وأوضح أن فرق العمل في قطاع البترول لم تحصل على إجازات حتى خلال عطلة العيد، تأكيدًا على الجدية في تنفيذ المهام العاجلة، خاصة تجهيز السفن الثلاث في التوقيت المحدد.

من جانبه، قال المهندس كريم بدوي إن أعمال تجهيز السفينة “Energos Eskimo” تجري بوتيرة مكثفة على مدار الساعة، وقد تم ضغط البرنامج الزمني من 29 يومًا إلى 10 فقط، بفضل جهود متواصلة من فرق شركة بتروجت التي تنفذ التعديلات الفنية والميكانيكية اللازمة، إلى جانب اختبارات التشغيل لضمان جاهزية السفينة قبل نقلها إلى رصيف ميناء سوميد. وأوضح بدوي أن هناك بالفعل سفينة تعمل حاليًا بالميناء، والسفينتان الأخريان سيتم تشغيلهما خلال الأيام القليلة المقبلة، في ميناءي سوميد وسونكر بالسخنة.

وأكد الوزير أن الوزارة تبنّت خطوات استباقية منذ العام الماضي لتأمين إمدادات الغاز، من خلال التفاوض مع عدد من الحكومات الصديقة مثل الأردن وألمانيا، وتمكنت من التعاقد على سفن التغييز رغم شحها عالميًا وارتفاع الطلب عليها. وأضاف أن شركة إيجاس المصرية هي من تولت التعاقد على هذه السفن ضمن حزمة حلول متكاملة لتأمين أمن الطاقة في ظل التقلبات الجيوسياسية.

وأشار بدوي إلى أن الحكومة لا تكتفي بالاستيراد، بل تكثف حاليًا أعمال تنمية وإنتاج الغاز محليًا، وقد نجح القطاع في الحد من التناقص الطبيعي في الإنتاج، بفضل حوافز استثمارية جديدة والانتظام في سداد مستحقات الشركاء الأجانب، مما ساعد في عودة عجلة الاستكشاف والإنتاج إلى الدوران. وكشف عن قرب وصول إنتاج جديد من شركة شل، ما يعزز قدرة مصر على تلبية الطلب المحلي والوفاء بالتزاماتها تجاه الشركاء الأجانب.

خطط الحكومة لتوسيع قدرات استيراد الغاز وتكثيف الإنتاج المحلي تأتي كاستجابة مباشرة لواقع إقليمي متوتر وحاجة ملحة لرفع كفاءة منظومة الطاقة في مصر، ما يجعل هذه التحركات الاستراتيجية ركيزة أساسية لاستقرار الطاقة خلال الفترة المقبلة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى