أخبار

القاهرة تبحث مقاربة عربية جديدة في جماعة الفنانين والكتاب

 

 

 

يطرح الباحث الدكتور حاتم الجوهري، مشروعه الجديد هذا الأسبوع للنقاش، في مقر جماعة الفنانين والكتاب (أتيليه القاهرة)، في أمسية تستضيفه فيها اللجنة الثقافية بالأتيليه، لمناقشة كتابه “مدرسة الدراسات الثقافية العربية المقارنة”، والذي حمل عنوانا فرعيا دالا باسم: “مشروع المشترك الثقافي العربي نموذجا تطبيقيا”.

وذلك في تمام السابعة من مساء الثلاثاء المقبل الموافق 24 يونيو، والصادر مؤخرا عن دار أروقة للدراسات والترجمة والنشر، وفي حوالي 340 صفحة من القطع الكبير، حيث يناقش الكتاب من الناقد الدكتور شريف الجيار أستاذ النقد الأدبي بجامعة بني سويف، والدكتور سامي سليمان أستاذ النقد الأدبي بجامعة القاهرة، ويدير اللقاء الشاعر والكاتب الصحفي حزين عمر.

تقدم الدراسة نسقا مفاهيميا/ خطابا جديدا ينبع من تصورها المعرفي؛ يبدأ هذه النسق المفاهيمي وخطابه من: مجال “الدراسات الثقافية العربية المقارنة” ومدرسته، ويتواصل إلى مشروع “المشترك الثقافي العربي”، ومنهج “الدرس الثقافي القيمي/ الحر”، وفلسفة “التمفصل الثقافي”، مرورا بـ”إعادة توظيف التراث”، و”فلسفة المشترك الثقافي”، و”فلسفة استعادة المتون”، ومفهوم “الذات العربية المختارة” بوصف هذه “الذات” بنية ثقافية يتم اختيارها طواعية بالأساس من شعوب الحضارات المتنوعة بالمنطقة، تتصالح مع طبقات حضارية أعمق لدى بلدان المنطقة العربية الإسلامية، تتجاوز المفهوم الاستقطابي الضيق وتحتوي التنوع غير الإسلامي، مع الحق في وجود متن عربي إسلامي رسمي وقوي حاضن لكل مكوناته ومجموع أجزائه.

 

وكذلك مفهوم “مستودع الهوية” باعتبار أن الذات الإنسانية/ العربية تأتي محمولة على “مستودع” متراكم من الطبقات الثقافية والحضارية، ويجب الوعي بإدارة علاقات هذا المستودع التاريخية والراهنة وتصالحها وتعايشها سويا.ومفهوم “المسألة الأوربية” ومتلازاماتها الثقافية، بمعنى التمثلات الثقافية التي قدمت التصورات المعرفية والعقل الأوربي المركزي ومتونه الحاملة بصفته النموذج المطلق والنهائي للبشر، الذي يرفض التجاور أو التداول أو التحاورأو التنوع الإنساني على عكس الشائع والمروج له، وانطلاقا من أن المسألة الأوربية ومتلازماتها في القرن العشرين قدمت نفسها في تمثلات ثلاثة أو ثلاثة سرديات كبرى متنافسة (الماركسية الشمولية غير الطبقية- الليبرالية الشمولية الطبقية [وشمولية الليبرالية هنا بمعنى المتون الرسمية الرئيسة وليست تباينات الهوامش وحضورها الرمزي]- الاشتراكية القومية الفاشية العنصرية أو النازية).

هذا وهتم الدراسة بنقد النسق الثقافي لحالة ما بعد الحداثة السائدة والرائجة بشدة حاليا في الأوساط الأكاديمية العالمية والعربية، والتي كانت سندا مركزيا لظهور مشروع الدراسات الثقافية الغربية في بريطانيا (على يد بقايا اليسار الأوربي وبعض مهاجري الدول التي كانت محتلة سابقا)، ودراسات ما بعد الاستعمار في أمريكا (مع إدوارد سعيد وجياتري سبيفاك وهومي بابا)، ونظريات التفكيك في فرنسا ما بعد الفظائع والعنصرية في الجزائر (مع جاك دريدا وميشيل فوكو وجان فرانسوا ليوتار وغيرهم)..

مبينة الدراسة أن هذا النسق الثقافي يسري من الأساس في نطاق محدد هو النطاق الأكاديمي والثقافي وقطاع الأقليات أو الثقافات الفرعية والهامشية، وأن زمن ما بعد الحداثة لم يكن في حقيقة الأمر زمنا واحدا ونسقا ثقافيا واحدا، بل في الفترة الزمنية نفسها التي عرفت بـ”ما بعد الحداثة” وتبلورت بعد الحرب العالمية الثانية بعقد أو عقدين أو ثلاثة حسب الآراء المتنوعة، كان هناك زمنان ونسقان، الأول هو الزمن والنسق الذي حقق شهرة في أوساط الهامش ومريديه، وهو زمن ما روج له بأنه زمن نهاية السرديات الكبرى والأفكار الكبرى، بينما في المتون الرسمية (في بريطانيا وأمريكا وفرنسا) كان هناك زمن آخر ونسق آخر يقوم على استمرار السرديات الكبرى ذاتها وسعيها للهيمنة، في زمن الحرب الباردة وصراع السردية الليبرالية مع السردية الماركسية بعد سقوط سردية القومية الاشتراكية الفاشية النازية في الحرب العالمية الثانية.

كما تتمرد الدراسة على الترويج المفرط والفائق لأفكار نهاية السرديات الكبرى في الوسط الثقافي لدى الذات العربية، إشارة إلى تأكيد المسألة الأوربية على سردياتها الكبرى وإعادة إنتاجها في القرن الحادي والعشرين، مع نظريات الصدام الحضاري والردود عليها، المتمثلة في “الأوراسية الجديدة” من روسيا، ومشروع “الحزام والطريق” من الصين..

ليكون اهتمام الدراسة وهدفها الذي تطرحه لنفسها، والبديل الاستشرافي المستقبلي الذي تقدمه هو وصول الذات العربية في نهاية المطاف من خلال الدرس الثقافي العربي المقارن، إلى سردية كبرى خاصة بها تقف من خلالها إلى جوار السرديات الكبرى الجديدة في القرن الحادي والعشرين، وتدافع عن نفسها به.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى