تقارير و تحقيقات
بعد قرار تدريس اللغة الهيروغليفية..خبراء يؤكدون تخليدًا للحضارة المصرية
دعاء رحيل
عقب نجاح نقل موكب المومياوات الملكية إلى مدينة الفسطاط والذي يعد أكبر حدث تاريخي في مصر، قد أعلنت وزارة التربية والتعليم عن قرار نادر من نوعه وهو تدريس اللغة الهيروغليفية داخل المدارس المصرية تخليداً لتاريخ أجدادنا الفراعنة وإحياءً للتراث الفرعوني القديم.
جذب سياحي
وفي هذا السياق أكدت الدكتورة ماجدة نصر نائب رئيس جامعة المنصورة، على أهمية تدريس اللغة المصرية القديمة في المدارس، واعتمادها بشكل رئيسي، على شاكلة باقي اللغات العربية والفرنسية والإنجليزية وغيرها، والتي ستشكل بدورها وعيا، وتساعد بشكل كبير في عملية الجذب السياحي، والعلم الواعي بلغة الأجداد القدماء.
وأوضحت نصر، أن عدم الوعي بتلك اللغة يجعلنا عرضة لجلب الآخرين للمساعدة في حل لغز تلك اللغة، التي لا تخلو في طياتها من العجائب، مشيرا إلى اكتشاف مومياء يرجع عمرها لـ17 ألف سنة بعد حل اللغة في تلك البردية، التي نمت عن موتها مصابة “ماتت مقتولة في قصرها”
وأضافت نصر أن الطالب لن يقابل أية صعوبة على الإطلاق، ما دام فريق العمل من المدرسين أو الدكاترة الجامعيين مؤهلين لتدريس تلك اللغة فعليا ” يوجد صعوبة في الإنجليزية لأن المدرس اللي درس ليس متمكن من تدريس الانجليزي”، وتمنت نصر أن تعود السياحة لمصر وتحقق من العملة الصعبة ما ينعش البلاد، وأن يعمم تدريس تلك اللغة دون تحويلها لتجارة تهدف للانتفاع من دخلها دون نقل ثمارها وفوائدها للمتعلمين.
مفيد جداً للطلاب
من جهته أكد الدكتور سعيد محمد السعيد خبير طرق تدريس ومناهج، أن تدريس بعض رموز الكتابة الهيروغليفية في منهج الدراسات للصف الرابع الابتدائي العام القادم مفيد جداً للطلاب، حتى وإن كان صعبا عليهم، نظراً إلى أن تعلم الطلاب في سن صغيرة يرسخ المعلومات في ذهن الطلاب وينشئهم على الوعي الثقافي الحضاري وينمي مواهبهم.
ونوه السعيد، أن ثقافة الطلاب المعرفية أهم من التعليم نفسه، فعندما يصل الطلاب للمرحلة الثانوية يجب أن يكون لديهم كامل المعرفة بالثقافة القديمة وأيضاً بالتكنولوجيا الحديثة لأن نظام التعلم الجديد يعتمد على الاكتشاف والإبداع.
كما أشار إلى طلاب الصف الرابع الابتدائي هذا العام عند وصولهم للمرحلة الإعدادية، حيث سيتم تدريس لغة أجنبية ثانية، بجانب اللغة الإنجليزية، وسوف يكون لهم حرية الاختيار في دراسة نوع المادة.
مطلب جماهيري
وفي سياق متصل قالت الدكتورة منى عبد العاطي عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، إن تدريس المادة الهيروغليفية بالمناهج المصرية مطلب أساسي لأي إنسان مهتم بتاريخ وطنه. موضحة أن حدث تشويه لتاريخ مصر بفعل السلفيين.
وأكدت عضو لجنة التعليم، على ضرورة تغيير النظرة المغلوطة إلي تاريخنا باعتبار تاريخ عبادة أصنام وشرك بالله. لافته إلي أن كثيرا من المصريين لديهم دراية بتاريخ شعوب المجاورة أكثر من تاريخ مصر .
وأضافت عبد العاطي “حان الأوقات أن نهتم بتاريخنا ليس كمادة علمية فقط لكن كنشاط. وبالتأكيد زيارة الهرم والمتاحف تترك أثرا في أولادنا أكثر من مجرد معلومات تدرس في كتاب”. مشيرًة إلي أن كثيرا من المصطلحات التي تعامل بها المصريون مع الأطفال هي في الأصل فرعونية قديمة.
ونوهت منى عبد العاطي، أنه لا يفضل أن تكون مادة الهيروغليفية مادة نجاح ورسوب حتى لا تتحول لمجرد حشد معلومات من أجل حصد الدرجات، منوهة أن مشاهدة الطلاب لموكب المومياوات سيترك أثرا طيبا في نفوس الطلاب.