أخبارشئون عالمية

على طريقة “نصرالله”..كيف نجا رئيس إيران من فخ الموت في طهران؟

 

كتبت: رانيا سمير

وسط تصاعد التوترات في المنطقة، أعلنت وكالة “فارس” الإيرانية عن تعرض الرئيس الإيراني المنتخب حديثًا، مسعود بزشكيان، لإصابة طفيفة في ساقه، وذلك خلال هجوم إسرائيلي استهدف اجتماعًا رفيع المستوى للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، عقد في أحد المقرات الحكومية غرب طهران صباح يوم الاثنين 16 يونيو.

الاجتماع الذي حضره رؤساء السلطات الثلاث في إيران – الرئيس بزشكيان، ورئيس البرلمان محمد باقر قاليباف، ورئيس السلطة القضائية غلام حسين محسني إيجي – كان ينعقد تحت الأرض، في الطوابق السفلية لأحد المباني الحكومية، حين استُهدف الموقع بـ6 قذائف أو صواريخ، بحسب ما نقلته وكالة “فارس” عن مصادر مطلعة.

ووفقًا للتقارير، فإن الهجوم جاء في اليوم الرابع للعدوان الإسرائيلي على إيران، ضمن عملية عسكرية أطلقت عليها تل أبيب اسم “الأسد الصاعد”، والتي شملت ضربات جوية وصاروخية مفاجئة استهدفت مواقع نووية وعسكرية، أبرزها منشأة “نطنز” النووية لتخصيب اليورانيوم.

تفاصيل الهجوم.. واستحضار لأسلوب “اغتيال نصرالله”

بحسب تقرير “فارس”، فإن الهجوم على اجتماع المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني لم يكن عشوائيًا، بل استُخدمت فيه أساليب عسكرية واستخباراتية دقيقة. فقد استهدفت القذائف مداخل ومخارج المبنى تحديدًا، بهدف إغلاق طرق النجاة وقطع التهوية، في محاولة واضحة للفتك بكبار المسؤولين المجتمعين داخله.

وأشارت الوكالة إلى أن هذه الخطة تحمل تشابهًا في تفاصيلها مع محاولة اغتيال حسن نصرالله، الأمين العام السابق لحزب الله اللبناني، حيث يعتمد السيناريو على خنق الموقع المستهدف ومنع أي مخرج محتمل للناجين.

ورغم انقطاع التيار الكهربائي وانسداد بعض المنافذ، تمكن الحاضرون، ومن بينهم الرئيس الإيراني، من الخروج عبر فتحة طوارئ أُعدّت مسبقًا، في إجراء أمني احتياطي تم اتخاذه في أعقاب الهجمات الأخيرة على المنشآت النووية.

وخلال عملية الخروج، أُصيب عدد من المسؤولين بجروح طفيفة، بينهم الرئيس بزشكيان، الذي أُصيب في ساقه إثر سقوط جزء من حطام ناتج عن الانفجار، وفق المصادر الرسمية.

التحقيقات جارية.. هل تم اختراق المنظومة الأمنية الإيرانية؟

أكدت وكالة “فارس” أن التحقيقات لا تزال مستمرة لمعرفة ما إذا كان هناك اختراق أمني أو تجسس استخباراتي داخلي قد مكّن إسرائيل من تنفيذ الهجوم بهذه الدقة. وطرحت التساؤلات بقوة داخل الأوساط الأمنية الإيرانية حول إمكانية تسريب جدول الاجتماع أو تحديد موقعه الدقيق، رغم الاحتياطات الأمنية المشددة التي تحيط عادة بهذه اللقاءات.

وبينما لم تصدر الحكومة الإيرانية بيانًا رسميًا باسم الرئيس حتى لحظة نشر هذا التقرير، اكتفت وسائل الإعلام المقربة من الحرس الثوري بتأكيد سلامة القادة الكبار، واستمرار انعقاد الاجتماعات السيادية.

“الأسد الصاعد”.. عملية إسرائيلية غير مسبوقة

الهجوم يأتي في سياق التصعيد الكبير الذي بدأ في 13 يونيو، حين شنت إسرائيل سلسلة غارات جوية وصاروخية مفاجئة استهدفت منشآت نووية وعسكرية في عمق الأراضي الإيرانية. وأفادت وسائل إعلام غربية بأن العملية التي أُطلق عليها اسم “الأسد الصاعد”، كانت تهدف إلى شل البنية التحتية النووية الإيرانية، وإرسال رسالة ردع مباشرة إلى القيادة الجديدة في طهران.

وكان من بين أبرز الأهداف منشأة “نطنز” لتخصيب اليورانيوم، التي تعد العمود الفقري للبرنامج النووي الإيراني، إلى جانب مواقع عسكرية تابعة للحرس الثوري، في محافظات أصفهان ويزد وطهران.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى