المزيدثقافة و فنصحة وجمال
أخر الأخبار

أكاديمية عبد محفوظ: إرث الكوتور يتحول إلى منصة عالمية لجيل جديد من المصممين

وُلدت فكرة أكاديمية عبد محفوظ من حاجةٍ حقيقية إلى جيلٍ جديد يفهم جوهر الكوتور، لا عبر الكتب وحدها، بل من خلال الحرفة الأصيلة التي صقلتها أربعون سنة من الإبداع داخل دارٍ تشكّل إرثًا قيّمًا في عالم الأزياء الراقية. لقد أدرك عبد محفوظ أنّ الصناعة تتغيّر بسرعة، وأنّ المواهب الشابة تحتاج إلى منصةٍ تضعها على الطريق الصحيح، وإلى تعليمٍ يمنحها التقنية والهوية والرؤية، لا مجرد المهارة السطحية.

ومن هنا برز الدور القيّم لمريم بختياري بوصفها العقل الإبداعي الذي أعاد صياغة الفكرة وحوّلها إلى حركةٍ تعليمية عالمية. فقد قادت مريم بناء النظام الأكاديمي، ورسمت لغة الفروع الممتدّة من طهران إلى إسطنبول وبيروت وقبرص، وتسعـى اليوم إلى إطلاق توسّعات جديدة في مصر وباريس. إنّها ترى في كلّ طالب عالَمًا يتشكّل، وفي كلّ موهبة مشروعًا لمستقبل يستحق أن يخرج إلى الضوء.

الأكاديمية لا تدرّس الموضة كحرفةٍ فقط، بل تعلّم التفكير والابتكار وبناء التوقيع الشخصي الذي يحمل هوية المنطقة إلى العالم. وهنا يتعلّم الطلاب تقنيات الدريبينغ، وبناء القطعة، والهياكل المعدنية، والتطريز المتقن تمامًا كما تمارَس داخل أتيليه عبد محفوظ. إنهم لا يتلقّون دروسًا، بل يتلقّون إرثًا.

ومع نظام الجوائز والعروض الذي تقدّمه الأكاديمية، يحصل المصممون الشباب على منصّتهم الأولى للظهور، لبناء أرشيف مهني، وللاحتكاك الحقيقي بعالم الموضة الدولي. وهكذا تتحوّل الأكاديمية من مدرسة إلى جسرٍ يقودهم نحو باريس ولندن وميلان ونيويورك وروما.

إنّ أكاديمية عبد محفوظ ليست مشروعًا تعليميًا فحسب، بل وعدٌ بمستقبلٍ جديد لصناعةٍ تبحث عن هوية، وجيلٍ يستحق أن يجد مكانه. وفي قلب هذا التحوّل تقف مريم بختياري، تبني جسورًا بين المهارة والرؤية. وبين الشرق وإمكاناته التي تدفعه نحو العالمية، لتنطلق من هنا رحلة الجيل الذي سيحمل إرث المنطقة إلى منصّات العالم كله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى