أخبار

مدبولي من سنترال رمسيس: لا تهاون في حماية البنية الرقمية بعد الحريق

 

وسط أنقاض تحاول فرق الإصلاح أن تحوّلها من رماد إلى شبكة نابضة بالحياة الرقمية من جديد، وصل الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، صباح اليوم الأربعاء، إلى مبنى سنترال رمسيس بوسط القاهرة، في زيارة عاجلة لمتابعة تداعيات الحريق المفاجئ الذي اندلع بالمبنى قبل يومين، وأثر بشكل مباشر على الخدمات الرقمية والاتصالات في واحدة من أكثر المناطق حيوية في العاصمة المصرية.

رافق رئيس الحكومة في جولته التفقدية الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وعدد من القيادات الفنية والتنفيذية بالشركة المصرية للاتصالات، في وقت تُكثّف فيه الدولة جهودها لإعادة الخدمات الرقمية الحيوية للمواطنين والمؤسسات.

 استعادة جزئية وسعي للكامل

في مشهد يجمع بين الطوارئ والتنظيم، قدم وزير الاتصالات أمام رئيس الوزراء تقريرًا فنيًا مفصلًا حول جهود الإصلاح التي بدأت منذ اللحظات الأولى للحادث. وأوضح أن فرق الطوارئ التابعة للشركة المصرية للاتصالات نجحت، في غضون 48 ساعة فقط، في إعادة الخدمة جزئيًا لعدد كبير من المشتركين، عبر تحويل المسارات وتفعيل شبكات بديلة، مؤكدًا أن العمل جارٍ وفق جدول زمني محكم لاستعادة الخدمة بالكامل خلال الأيام القليلة المقبلة.

وأكد الوزير أن الحريق، رغم خطورته، لم يؤثر على مراكز البيانات أو البنية التحتية الرئيسية للإنترنت الثابت، مما يُعدّ إنجازًا في حد ذاته ضمن أزمة كهذه، بفضل جاهزية شبكات الطوارئ والاستجابة السريعة من المهندسين والفنيين.

حماية البنية الرقمية مسؤولية وطنية

من داخل المبنى المتضرر، عبّر الدكتور مصطفى مدبولي عن تقديره للجهود المبذولة في احتواء آثار الحريق، مشددًا على أن “البنية الرقمية أصبحت أحد أعمدة الأمن القومي، ولا يمكن التهاون في تأمينها أو تأخير استعادتها”.

وخاطب العاملين قائلًا: “أنتم لا تصلحون كوابل فقط.. أنتم تعيدون الحياة لآلاف المؤسسات والمواطنين”، في إشارة رمزية إلى أهمية ما يجري خلف الأسلاك واللوحات الإلكترونية.

وطالب رئيس الوزراء بسرعة الانتهاء من أعمال الترميم والتأمين، مع إعداد تقرير فني شامل عن أسباب الحريق وخطة الحماية المستقبلية، مؤكدًا أن الدولة ستتحرك لمحاسبة أي تقصير يتم إثباته في التحقيقات الجارية.

خلف الأرقام.. حياة رقمية لا يمكن تعطيلها

في قلب العاصمة، حيث ترتبط الحياة اليومية بمئات الخدمات الرقمية، من البنوك والمستشفيات، إلى التعليم والاتصالات الحكومية، لا يبدو أن انقطاع الخدمة هو مجرد “عطل تقني”. بل هو انقطاع مؤقت عن نبض الحياة الحديثة.

ولهذا شدد مدبولي خلال الجولة على ضرورة تعزيز إجراءات السلامة في جميع المقرات التي تضم مكونات تكنولوجية أساسية، وتحديث البنية التحتية الرقمية باستمرار، معتبرًا أن جاهزيتها في الأزمات لا تقل أهمية عن جاهزية مرافق المياه أو الكهرباء أو النقل.

رسائل طمأنة للمواطنين

وعلى هامش الزيارة، طمأن وزير الاتصالات المواطنين بأن الخدمة لن تنقطع مجددًا، وأن ما جرى كان “طارئًا محدود الأثر”، مشيرًا إلى أن الخطط البديلة كانت معدّة سلفًا ويتم تنفيذها بشكل دقيق، لضمان استمرار الخدمات الأساسية دون تأثر.

من جانبها، أكدت الشركة المصرية للاتصالات أنها تعمل على مدار الساعة لإعادة تشغيل جميع الخطوط والخدمات المتوقفة، كما خصصت فرقًا ميدانية لمساعدة المشتركين الذين تأثروا مباشرة بالحريق.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى