طنجة جاهزة لاعتلاء المشهد مع تصاعد أجواء كأس أمم إفريقيا
تدخل مدينة طنجة، بثقة متزايدة دائرة الضوء كإحدى المدن الرئيسية المستضيفة لنهائيات كأس أمم إفريقيا، توتال إنيرجيز، المغرب 2025، مع ارتفاع منسوب الحماس الكروي قبيل أول مباراة تحتضنها المدينة الشمالية، والمقررة يوم الثلاثاء 23 ديسمبر.
تعيش، طنجة، بعد ساعات قليلة من الافتتاح الحيوي الذي شهدته الرباط، بدورها أجواءً خاصة، تمتزج فيها الترقب بالألوان الإفريقية وروح الفخر القاري، في مدينة لطالما شكّلت نقطة التقاء بين الثقافات والقارات.
من أزقة المدينة العتيقة إلى الواجهة البحرية الحديثة، تبدو ملامح العرس الكروي الإفريقي واضحة في كل زاوية، مع توافد متزايد للجماهير، والصحافيين، والزوار القادمين من مختلف أنحاء القارة وخارجها.
حضور جماهيري وإعلامي لافت
يبرز الحضور القوي لجماهير المنتخب السنغالي في قلب المدينة، حيث انتشرت الأعلام الخضراء والصفراء والحمراء في المقاهي والساحات العمومية، وسط أجواء احتفالية تتخللها الأهازيج وتبادل التوقعات، في تفاعل يعكس شغف القارة بكرة القدم.
إلى جانب الجماهير، اختار عدد كبير من الصحافيين من مختلف الدول الإفريقية والعالمية الاستقرار في طنجة، استعداداً لتغطية مباريات حاسمة ستحتضنها المدينة ضمن هذه النسخة من البطولة.
تزينت الشوارع الرئيسية والمناطق الحيوية بالأعلام الوطنية واللافتات الرسمية للبطولة، فيما حضرت الرايات المغربية وقمصان “أسود الأطلس” بقوة، في مشهد يعكس الاعتزاز المحلي بمدينة تحتضن كرة القدم كجزء من هويتها الثقافية.
ملعب طنجة الكبير… جوهرة الاستضافة
يقف الملعب الكبير لطنجة في قلب الاستعدادات، كأحد أبرز المعالم الرياضية في المغرب. ويقع هذا الصرح جنوب غرب المدينة، بسعة تصل إلى 68 ألف متفرج، إضافة إلى مرافق إعلامية وضيافة بمعايير دولية.
اكتسب الملعب منذ افتتاحه سنة 2011، سمعة عالمية، بعدما احتضن تظاهرات كبرى من قبيل كأس السوبر الإسباني، وكأس العالم للأندية، إضافة إلى مباريات دولية رفيعة المستوى للمنتخب المغربي أمام منتخبات عالمية بارزة.
يتميز الموقع بقربه من مطار ابن بطوطة الدولي، وشبكة الطرق الرئيسية، مما يجعله سهل الولوج للمنتخبات، الحكام، والجماهير على حد سواء. وخلال الأيام الأخيرة، خضع الملعب لعمليات تفقد نهائية شملت أرضية الميدان، ومنصات الإعلام، والترتيبات الأمنية، في تأكيد على جاهزية طنجة لاحتضان الموعد القاري.
دور محوري في مسار البطولة
ستلعب طنجة دوراً مركزياً في كأس أمم إفريقيا 2025، إذ ستستضيف ثلاث مباريات ضمن المجموعة الرابعة، بداية من مواجهة الثلاثاء بين السنغال وبوتسوانا، تليها مباريات للكونغو الديمقراطية وبنين.
ولن يتوقف دور المدينة عند دور المجموعات، إذ ستحتضن أيضاً مباراة من دور ثمن النهائي، وربع النهائي، إضافة إلى إحدى مباراتي نصف النهائي، في مواجهات مرتقبة يُنتظر أن تستقطب جماهير غفيرة ونسب مشاهدة عالمية مرتفعة.
مدينة تنبض بالحياة خارج المستطيل الأخضر
تواصل مدينة طنجة، بعيداً عن أجواء الملاعب، إبهار زوارها بسحرها الفريد، حيث تلتقي إفريقيا بأوروبا، يتداخل التاريخ مع الحداثة. ويتجول الزوار في أزقة المدينة العتيقة، ويتجمعون في ساحة السوق الكبير والسوق الصغير، أو يتمشون على كورنيش المدينة حيث يلتقي البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الأطلسي.
تُسهِم البنية التحتية المتطورة، من قطار البراق فائق السرعة، إلى الميناء النشيط الرابط مع إسبانيا، والمطار الدولي، في تسهيل تنقل الجماهير. كما تشهد الفنادق والمطاعم إقبالاً كبيراً، ما يضفي طابعاً احتفالياً خاصاً ويعزز الدينامية الاقتصادية المحلية.
تبدو، طنجة، مع استعداد منتخب السنغال لافتتاح مشواره في المدينة، واقتراب أدوار الإقصاء جاهزة تماماً، ليس فقط كمدينة مستضيفة، بل كواجهة حية تعكس شغف المغرب بكرة القدم، وحب إفريقيا المشترك للعبة.
بين الأعلام المرفوعة، والأصوات المتعالية، والملعب الكبير الذي يتهيأ لاحتضان الحدث، تقف طنجة على أعتاب كتابة فصل خاص بها في قصة كأس أمم إفريقيا توتال إنيرجيز المغرب 2025.







