ثقافة و فن
أخر الأخبار

كارول الخوري تكتب :” كيف ولدت أغنية “بين الاهلي والزمالك” للفنانة صباح” الجزء الأول

#صباح 👑 #بين_الأهلي_والزمالك_محتارة_والله ⛹🏻‍♀️⛹🏻 -الجزء الاول

(#تفاصيل_ومعلومات_كاملة_وحصرية_تُنشّر_لأول_مرة).

🔹 تنويه: سبق ان تحدثت عن هذه الاغنية بإقتضاب عام 2016، اي منذ ست سنوات ، وتحدثت عن ظروف كتابتها وتلحينها وكيف تأرجحت بين القاهرة – لندن ثم لندن – القاهرة ثم القاهرة – لندن ، مجدداً، الى ان وصلت للموسيقار محمد عبد الوهاب الموسيقار، لا العقيد محمد عبد الوهاب والذي أنجز تلحينها في لندن). (رابط المنشور القديم في التعليقات).
لكن أعود اليوم للحديث عن هذه الاغنية بإسهاب وبتفاصيل ومعلومات شيّقة وحصرية وغزيرة وكاملة تُنشّر وتُعرَف لأول مرة على الاطلاق.

سجّلت صباح اغنية بين الاهلي والزمالك في أواخر نوفمبر- مطلع ديسمبر 1962، وإذيعت لأول مرة إذاعياُ بتاريخ 4 ديسمبر 1962، كما جاء في عدد من الصحف بينها صحيفة #الأهرام بتاريخ 2 ديسمبر 1962 التي كان قد نشرها الصديق ابراهيم ابراهيم وإستند اليها أحد جروبات صباح مؤخراً (صورة في التعليقات).

الاغنية من تأليف الشاعر الكبير #حسين_السيد وتلحين الموسيقار #محمد_عبد_الوهاب كما هو معلوم .

كتب الشاعر حسين السيد اغنية بين الأهلي والزمالك في شهر يونيو 1961، بين 23 و 26 يونيو 1961 ، بحسب المخطوطة التي تمكنت من الإطلاع عليها، وتتضمن كلام الاغنية مكتوبة بخط يد الشاعر حسين السيد والذي كان يدوّن اغانيه في مفكّرته اي الاجاندا لكي يحفظها بالتاريخ الذي كتبت فيه .

اما لماذا تأخر صدور تلك الاغنية الى أواخر العام 1962؟
ليس هناك سبب محدد، لكن الموسيقار محمد عبد الوهاب، كان من عادته، ان ينتهي من تلحين اغنية ويضعها في الدرج بإنتظار ايجاد الصوت الذي سيؤديها، او المناسبة الملائمة لها، ثم ينساها الى ان تأتي هذه المناسبة او الظرف الملائم لها، فيعود الى البحث في ادراجه عن اغاني مركونة، كما حصل على سبيل المثال لا الحصر مع اغنية #من_سحر_عيونك التي غنتها صباح في فيلم إغراء والتي انتظرت في درجه عاماُ كاملاً.

وفي 4 ديسمبر 1962، ولدت أغنية بين الاهلي والزمالك، وحققت الاغنية نجاحاُ ساحقاُ، كاسحاً وإنتشاراُ واسعاُ ليس في مصر وحسب ، وانما في مختلف البلدان العربية ، وغنتها مصر والجماهير العربية كلها مع الفنانة صباح.
واقول الجماهير العربية ، لأن الاهلي والزمالك كانت لهما جماهير عربية في مختلف البلدان العربية .
كما كان التعصّب للناديين خارج مصر لا يقل عن تعصّب الجماهير المصرية، وكانت الصحف اللبنانية على سبيل المثال تنقل مجريات كرة القدم المصرية يوماً بيوم وبحماسة وتعصّب.

ففي عام 1962 ، وايضا على سبيل المثال لا الحصر، وخلال مباريات الدوري المصري، كتب الصحافي اللبناني الكبير الراحل سليم اللوزي في مجلة الحوادث اللبنانية، معلّقاً على احدى مباريات القمة بين الاهلي والزمالك، وعنوَنَ مقاله : الاهلي والزمالك هما الحزبان الوحيدان في الوطن العربي ! ويقول الحزيان لا الناديان في دلالة على مدى التعصّب الذي وصل مداه الى لبنان ومختلف الدول العربية.

وبالتالي، حققت الاغنية قبولاُ شعبياُ واسعاُ، كما حققت قبولاُ كبيراُ في الاوساط الكروية والفنية. والصحفية والاعلامية وإجمعت الصحافة والنقاد على إعتبارها الاغنية الكروية الاولى من نوعها، والاغنية الاولى التي جمعت بين ناديي القمة ، واول مرة يجتمع فيها الاهلي والزمالك في اغنية وليس في ملعب كرة. و أول محاولة فنية غنائية للتوفيق بين جمهور الناديين ومحاولة التخفيف من حدة التعصّب الكروي .

كما اجمع النقاد واهل الصحافة والاعلام، على مدى السنوات الماضية وليومنا هذا، على ريادتها وتفوّقها ماضياً وحاضراُ، وعلى اعتبارها الاغنية الكروية الاولى بدون منازع والاغنية الافضل والاكثر شهرة وشعبية منذ ولادتها حتى يومنا هذا، والتي فشلت أغاني عدة ظهرت لاحقا في الاستحواذ على مكانتها وانها لا زالت تحتل مركز الصدارة ضمن قائمة افضل الاغاني الرياضية والكروية لغاية اليوم رغم رمرور ستين عاماُ على ولادتها.

🔹 صباح وعبد الوهاب يهديان الاغنية الى ناديي الزمالك والاهلي

بعد تسجيل واذاعة ونجاح اغنية بين الاهلي والزمالك، قام الموسيقار محمد عبد الوهاب بزيارة للناديين، ترافقه الشحرورة صباح، وقاما بإهداء ناديي الزمالك و الاهلي شريطاً مسجلاً للاغنية.

🔹 بين الاهلي والزمالك ، بين القاهرة و لندن

الشاعر حسين السيد، تحدّث في عدة لقاءات عن دوافع كتابته لهذه الاغنية ، بينها صحيفة الاهرام ويقول ، انا لم اكن غاوي كرة، وكنت أعجب لهوس الناس بها، وفي احدى المرات جلست أشاهد مباراة في التلفزيون فوجدت نفسي أعاني انفعالات جمهور الكرة، وأراقب تصرّف اللاعبين وادرك ما فيها من لمحات جمالية، ووجدتها ممتعة. وفي الوقت نفسه اصبحت اسمع الحديث عنها في كل مكان، وانصت الى انتصار الناس للاهلي والزمالك بالذات باعتبارهما زعيمي اللعبة، فبدأت أفكر في أغنية تصوّر ذلك كله ونظمت اول كوبليه .

لم تختلف روايته لمجلتي المصور والكواكب عما جاء في صحيفة الاهرام ، مع اختلاف بعض التعبيرات، الا انه اضاف انه كتب هذه الأغنية بعد ان رأي التعصّب الكروي الاعمى الذي كان سائداُ بين انصار الناديين في مطع الستينات، والذي وصل الى حد العنف في بعض الأحيان والذي امتد الى ابنائه الذين كانا منقسمين بين الاهلي والزمالك ودائمي التشاجر بينهما .

وقبل ان اواصل سرد رواية الشاعر حسين السيد عن ولادة هذه الاغنية، لا بد من الإشارة الى ان الشاعر حسين السيد، كان يلقّب في ذلك الوقت بالشاعر الملّاكي للموسيقار محمد عبد الوهاب، لذا من البديهي القول ان الموسيقار محمد عبد الوهاب كان اول من فكّر به حسين السيد لتحلين هذه الاغنية.

ويقول حسين السيد ، الأستاذ محمد عبد الوهاب كان يستعد حينها للسفر إلى لندن فقابلته وعرضت عليه الفكرة، فقال لي، والله فكرة وسافر.
ومن لندن كان عبد الوهاب مع كل خطاب يرسله الى القاهرة، يوصي المتلّقي بالإتصال بي كي اخلّض حكاية الكورة. فاكملت الاغنية وارسلتها الى السفارة المصرية في لندن، وكتبت على المظروف الاستاذ محمد عبد الوهاب. ولم يكن على المظروف ما يشير الى انه للموسيقار محمد عبد الوهاب. فتم تسليم المظروف للعقيد محمد عبد الوهاب (الملحق العسكري في السفارة المصرية في لندن) ، معتقدين انه خطاب شخصي له .وكان العقيد عبد الوهاب مسافراً الى القاهرة، وفي الطائرة فتح المظروف واكتشف انه موجه للموسيقار محمد عبد الوهاب المتواجد في لندن وليس له . ولما وصل الى القاهرة اتصل بي فوراً، وروى لي القصة وسلّمني الخطاب وقال لي مازحاً ، خذها أحسن الحنها لك انا.
ويختم حسين السيد روايته: بعد ذلك اعدت ارسال الاغنية الى الموسيقار محمد عبد الوهاب في لندن وقام بتلحينها هناك.
وفي حين كانت دوافع الشاعر حسين السيد لكتابة هذه الاغنية كروية بحتة، كانت دوافع الموسيقار فنية بحتة ، سوف أتحدّث عنها في السطور القادمة.

و بعد الإطّلاع على المخطوطة الاصلية لـ كلمات الاغنية بخط يد الشاعر الكبير حسين السيد، يتبّين أن الاغنية شهدت تعديلات جذرية وجوهرية كبيرة، حيث تم إستبدال عبارات كثيرة بعبارات اخرى، واضافة شطور على معظم الكوبليهات غير موجودة في المخطوطة الاصلية، اضافة الى الغاء كوبليهات كاملة واستبدالها بأخرى (سوف أنشر المخطوطة الاصلية لاحقاً).

🔹 بين الاهلي والزمالك نجمة حفلات الصبوحة

وبعد الإذاعة، بدأت صباح غناءها في الحفلات وكان اول حفل تغني فيه هذه الاغنية، حفل اضواء المدينة الذي نظّمته اذاعة صوت العرب في #سينما_ريفولي ، في ديسمبر 1962.

(الإذاعية الكبيرة السيدة #دولت_ابو_الفتوح قالت في برنامجها والتسجيل موجود على النت، ان الحفل كان مساء 11 ديسمبر 1962، وهذا ما ذكرتَهُ شخصياً عن هذا الحفل تبعاُ لتأريخ الاذاعية دولت ابو الفتوح وطبعاً التاريخ هذا مفروض انه مدوّن ومؤرّخ على علبة البوبينة الاصلية للحفل، وهذا بالطبع ما إستَنَدت اليه السيدة ابو الفتوح .

في حين قال الاعلامي الاستاذ طارق مصطفى في برنامجه #الشكمجية عندما اذاع فاصلا للفنان عبد الحليم حافظ ، ان الحفل كان مساء 13 ديسمبر 1962، والتسجيل ايضا موجود على النت وايضا استند اليه احدهم حين تحدث عن الحفل،
ولكن غير معلوم ان كان نفس الحفل او حفل آخر ، لان الاستاذ طارق مصطفى اذاع فقط فقرة لحليم ،
وبالتالي، فإن الاذاعة قدمت تاريخين لهذا الحفل، في حال كان نفس الحفل، لذلك ومع إحترامي للاعلاميين الكبيرين ، وهما مصدر ثقة طبعاُ، الا انني لن اتبنى اليوم اي من هذين التاريخين الى ان اصل للتاريخ الدقيق لان الخطأ وارد وطبيعي) ..

والمرة الثانية كانت في حفل اضواء المدينة في #أسوان في 9 يناير 1963، بمناسبة مرور 6 سنوات على بناء السد العالي.

وبالتالي، اصبحت هذه الاغنية شبه مقرّرة على حفلات صباح، تطلبها الجماهير وبإلحاح وتغنيها صباح حتى لو لم تكن ضمن البرنامج.

وبعد نجاح هذه الاغنية الاسطوري، قامت الصحافة المصرية والاذاعة المصرية بإجراء لقاءات عديدة مع الفنانة صباح، لتتحدث عن هذه الاغنية. كما كتب عنها الكاتب والناقد صالح جودت مقالاً مدوّياً .
وسأعود الى هذه اللقاءات والى مقالة صالح جودت في القسم الثاني والأخير حتى لا أطيل عليكم كثيراً .

🔵 بين الاهلي والزمالك في التلفزيون

بعد أن تحدثت عن ولادة اغنية بين الاهلي والزمالك اذاعياُ، انتقل للحديث ولأول مرة على الاطلاق وحصرياً ، عن ولادة الاغنية تلفزيونياً اي تصويرها تلفزيونياً، اي ما كان يُعرَف آنذاك بالأغنية التلفزيونية وما يعرف اليوم بإسم الفيديو كليب .. علماً انها مرّت على شاشات التلفزيون المصري قبلها من خلال الحفلات العامة التي كان ينقلها التلفزيون .

صوّرت صباح هذه الاغنية تلفزيونياً، في الاسبوع الاول من مارس 1963، لبرنامج #اضواء_المسرح الذي كان يشرف عليه ويعدّه ويخرجه مخرج المنوعات الاول في تلك الفترة، المخرج الكبير #محمد_سالم ، قبل ان يخلفه في منتصف السبعينات والثمانينات مخرج المنوعات الكبير #فتحي_عبد_الستار.

وعرضت اغنية بين الاهلي والزمالك المصوّرة ولأول مرة على شاشة التلفزيون المصري، من ضمن الحلقة الثالثة لبرنامج اضواء المسرح، التي اذيعت مساء الأحد 18 مارس 1963.

وقامت صباح بتقديم فقرات هذه الحلقة مع نجم الكوميديا الكبير فؤاد المهندس، كما قدّما اسكتشات وحوارات فكاهية، وكانا في ذلك الوقت ثنائياُ ناجحاً ومحبوباُ، بعد النجاح المدوّي الذي حققاه في دويتو #الراجل_ده_ح_يجنني / #رمضان_قال_احمدوه، والتي اذيعت في الحلقة الثانية لبرنامج أضواء المسرح ايضاً، قبل شهر ونيّف، في حلقة خاصة بشهر رمضان المبارك ، واخرج الحلقة والدويتو ايضا المخرج محمد سالم .

وقد ادخل المخرج محمد سالم على الكليب اذا جاز التعبير، لقطات من المباراة التاريخية التي جمعت بين ناديي الاهلي والزمالك متحدّين في فريق واحد ، في مواجهة نادي توتنهام الانجليزي والتي إقيمت في ستاد القاهرة الدولي في 14 نوفمبر 1962، وحضرها معظم نجوم الفن في مصر، عبد الحليم حافظ وفريد الاطرش وصباح وزوجها احمد فرّاج وفريد شوقي وزوجته هدى سلطان وجلال معوض وزوجته ليلى فوزي وصلاح ذوالفقار ونادية لطفي وآخرين كثر جداُ ..(🔺 الكليب هذا كنت قد رفعته على قناتنا على اليوتيوب قبل اقفالها وتجدون رابطه اسفل المنشور من قناة ماسبيرو زمان)..

ونلاحظ في هذا الكليب ، أن المخرج محمد سالم، ، كشف من خلاله وبأسلوب ذكي، عن ميول وانتماءات نجوم السينما والغناء الكروية، فعندما كانت صباح تسأل انت اهلاوي ؟ كنا نرى لقطات للنجوم فريد شوقي وعبد الحليم حافظ واحمد مظهر ونادية لطفي وشويكار وصباح واحمد فرّاج في المباراة المذكورة وهم من انصار الاهلي، وعندما تسأل انت زملكاوي ، نرى لقطات لفريد الاطرش وصلاح ومحمود ذوالفقار وفؤاد المهندس ولبلبة وآخرين وهم من انصار الزمالك .

🔹 شارك في هذه الحلقة ايضاً، الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب وزوجته السيدة نهلة القدسي، حيث تخلّل الحلقة لقاءً مع الموسيقار محمد عبد الوهاب، وحاوره الصحافي الكبير صلاح ذكي، تحدث فيه عن هذه الاغنية وعن إنتمائه الكروي الذي كان دائماً يخفيه وحاول ان يخفيه في تلك الحلقة بإصرار، الى ان إستسلم لإلحاح واصرار صلاح زكي.

تضمنت هذه الحلقة ايضا اغاني مصوّرة خصيصاُ لبرنامج اضواء المسرح، وهي : الهي ما اعظمك لنجاة الصغيرة، واولاد حارتنا لمحمد قنديل، ثم اغنية بين الاهلي والزمالك المصوّرة، تلاها حديث الموسيقار محمد عبد الوهاب ، ثم فاصل راقص لنجوى فؤاد ثم اغنية الساقية لمحمد العزبي ، ثم رقصة كان كان لراقصات غير معروفات، وتخلّل الحلقة ايضا، فواصل بين الفقرات للثلاثي المرح سمير غاتم وجورج سيدهم والضيف احمد وكانت اولى مشاركاتهما في هذا البرنامج وفي بداية مشوارهما الفني. (🔺سأرفع لكم #الحلقة_كاملة في وقت لاحق ، في حال كان التفاعل على المنشورات جيداً).

🔹 عبد الوهاب حاور وداور وزوّغ ثم إستسلم وإعترف

وكان اول سؤال للموسيقار محمد عبد الوهاب في مستهل هذا اللقاء: الناس جميعاً عايزين يعرفوا ليه قدّمت اغنية الكورة؟

أجاب الموسيقار: نحن كفنانين كنا نشعر ان اشياء كثيرة تنقص موسيقانا، ومن هذه الاشياء، الاغاني الجماعية، لا اقصد طبعاُ الاناشيد، وانما الاغاني التي يشترك فيها الجمهور مع المطرب ويرد عليه فيها . وقد فكّرت في إدخال هذا اللون على اغانينا وقدمت انت اهلاوي والا زملكاوي.

وعن إهتمامه بالكرة وحضوره للمباريات قال الموسيقار : انا غاوي كرة من زمان، ولم تكن تفوتني مباراة، وفي السنوات الاخيرة منعتني الظروف من حضور المباريات في النوادي، وكنت اشعر بالضيق، لكن التلفزيون بدأ ينقل المباريات لنا في بيوتنا وقد حرّرني من هذا الضيق ولا زالت غاوي كورة زي زمان.

ثم وقع السؤال الذي لم يستسيغه الموسيقار واجاب عليه بدبلوماسيته المعهودة ، هو الذي كان يوصف بانه اخطر دبلوماسي في إعترافاته واحاديثه وتصريحاته.

– انت اهلاوي والا زملكاوي، سأله صلاح ذكي ؟
– انا مع اللعب الكويس، اجاب الموسيقار، تعجبني لعبة فأصفّق لها، دون ان أهتم من اي نادي جاءت.

لم تُقنِع الإجابة صلاح ذكي، فعاود سؤاله بإصرار ولهجة حازمة، وقال : أسالك ثانية، انت اهلاوي والا زملكاوي؟ لا بد انك تخص نادياُ محدداً حتماُ بالتشجيع ؟

إحمرّ وجه عبد الوهاب، وقال له بضيق : لماذا تصر ؟ ألم تسمع او تقابل اناساُ من عشاق الكرة يعجبون باللعب الكويس، دون إهتمام بإسم النادي؟

لم تقنع الإجاية صلاح ذكي ، الذي كان مصرّاُ على إنتزاع إعتراف من الموسيقار عن إنتمائه الكروي ، فعاد وسأله مرة ثالثة وبإلحاح أشد ولهجة ماكرة: انت اهلاوي والا زملكاوي ؟؟

وهنا استستلم عبد الوهاب لإلحاح صلاح ذكي محتفظاً بدبلوماسيته، وقال:
– ما دمت لا استطيع ان اهرب من اصرارك ، اقول لك، انا اميل لنادي الزمالك، لكن ليس معنى هذا انني لا اشجّع النادي الاهلي ، كل لعب كويس بيشدّني وبيخلّيني اصفّق له .

وفي هذه اللحظة يدخل الثلاثي المرح سمير غانم وجورج سيدهم والضيف احمد، وهم كلهم زملكاوية، وينهمرون بالقبلات على الموسيقار ابتهاجاً بزملكاويته، ويحمر وجه الموسيقار، ويقول لهم: الله .. انتم حتثبتوا علي اني زملكاوي والا ايه ؟؟

اكتفي بهذا القدر من حديث الموسيقار محمد عبد الوهاب، وبأبرز واهم ما جاء فيه.

🔵 جدير بالذكر، ان صباح قامت ايصاُ بتقديم فقرات الحلقة الرابعة من البرنامج التي حملت إسم القاهرة في الليل، و برفقة النجم فؤاد المهندس ايضاُ ، وقدّمت فيها اغنيتي ملحق ملحق والجلابية، (اتحدث عنها لاحقا) ، وهي الحلقة التي ظهرت في اغسطس في دور السينما بشكل فيلم سينمائي وبنفس الإسم، القاهرة في الليل.

وكانت مشاركتها الاخيرة في هذا البرنامج، في حلقة منتهى الفرح ، التي تم تصويرها في يونيو 1963 قبل مغادرتها لمصر وقدمت فيها اغنية سلام مربع للجدعان، لكن دون مشاركتها في التقديم، وهذه الحلقة ظهرت ايضا بنسخة سينمائية بنفس الإسم في دور السينما في اكتوبر 1963.

🔴 في #الجزء_الثاني_والاخير :
– جولة مع لقاءات صباح الصحفية والإذاعية بخصوص هذه الاغنية.
و هل اخفت صباح إنتماءها الكروي ؟
– هل إنزعج وغضب احمد فرّاج الاهلاوي الصميم من غنائها لهذه الاغنية؟
– صالح جودت في مقال ناري لاذع يخسف بالاغنية الارض.
– بعض ما كتبته الصحف اللبنانية عن هذه الاغنية

 

🔵 بحث وكتابة وتوثيق وأرشيف #كارول_الخوري

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى